مؤسسات التفتح الأدبي والفني .. الحياة المدرسية بطريقة مغايرة
عبداللطيف الجعفري
الدار البيضاء – انخرطت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، منذ مدة في التجربة الرائدة المتعلقة بإحداث مراكز أو مؤسسات التفتح الفني والأدبي ، وذلك في إطار تنزيل مضامين الرؤية الإستراتيجية 2015/ 2030 ، بل أكثر من ذلك هناك توجه لتوسيع مجال أنشطة هذه المؤسسات، لتمكين التلاميذ من ممارسة الحياة المدرسية بطريقة مغايرة .
فمختلف مديريات التربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات، التي تشكل مجال أنشطة الأكاديمية، تتوفر فعليا على مراكز للتفتح الفني والأدبي ، بغية توفير تكوين للمستفيدين ، يؤطرهم مختصون في مجالات الغناء والمسرح والسينما والتشكيل وغيرها من الفنون بالإضافة إلى تكوين إبداعي في مجال اللغات.
قبل أيام فقط جرى افتتاح مؤسسة / مركز التفتح الفني والأدبي ” خديجة أم المؤمنين ” بمدينة الجديدة، بعد استفادته من عملية تأهيل وتجهيز بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك ضمن توجه لتعزيز هذه المراكز ، حتى تكون قبلة لتفجير الطاقات الفنية والأدبية لتلاميذ المنطقة .
ويتوفر المركز على عدد من التخصصات الفنية والأدبية والتواصلية المتاحة لجميع التلميذات والتلاميذ الراغبين في تطوير وصقل مهاراتهم، وذلك في إطار تفعيل الارتقاء بالحياة المدرسية.
ومن أجل توضيح مهام ووظائف هذا المراكز ، وغيره من المراكز المماثلة ، أبرز السيد عبد الفتاح فخري رئيس مصلحة الشؤون التربوية ( رئيس مديرية الشؤون التربوية / مديرية التربية والتكوين بالجديدة)، أن الأمر يتعلق بالاشتغال على عدة مجالات فنية ( القراءة ، اللغات ، التواصل ،المسرح ، التشكل ، الموسيقى ، وفضاءات خاصة بالإعلاميات ، التصوير) ، علاوة على تنظيم قوافل تغطي العالم القروي من أجل عقد أنشطة ذات طابع فني .
وتابع في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذه المؤسسات تكتسي أهمية كبرى ، لأنها تمكن التلاميذ من مواد لا توجد في مؤسساتهم التعليمية ، بشكل يساهم في تفجير الطاقات مما يسمح باكتشاف مواهب.
وعن مؤسسة خديجة أم البنين بالجديدة ، قال إنها تستقبل ما معدله 800 تلميذة وتلميذا في السنة ، مشيرا في الآن ذاته إلى وجود إقبال متزايد على أنشطة هذه المؤسسة ، بشكل لا يسمح بتلبية طلبات كل الراغبين في الاستفادة من هذه الأنشطة.
وأضاف أت المستفيدين هم الذين يختارون المجال الفني الذي يروق لهم ، حيث لا يمكن فرض أي شيء عليهم .
وبغرض توسيع العرض المتعلق بأنشطة هذه المراكز ، فقد برمجت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات ، عمليات تتعلق بتأهيل مؤسسات أخرى بمختلف مناطق الجهة تمتد من 2021 حتى 2023 ، منها مؤسسة أبو العلاء المعري على مستوى مديرية مولاي رشيد سنة 2021 ، من أجل تمكين التلاميذ من أنشطة وتكوينات في مجالات المسرح، الموسيقى، التشكيل، الصورة، القراءة ، الكتابة الابداعية، اللغات.
وحسب معطيات للأكاديمية ، فإنه سيتم تأهيل مركز ابن رشيد بمديرية بنمسيك ، سنة 2022 ( المسرح ، الموسيقى ، التشكيل ، الصورة ، اللغات) ، علاوة على مؤسسة أخرى على مستوى مديرية برشيد سنة 2022 ( في طور تحديد الفضاء المزمع تخصيصه لمؤسسة التفتح للتربية والتكوين / حاليا تم تخصيص فضاء بالمديرية الإقليمية).
أما على مستوى مديرية عين الشق ، فقد تقرر تأهيل مؤسسة الحسني سنة 2023 ( المسرح ، الموسيقى ، التشكيل ، الصورة ، اللغات). وفي السنة نفسها سيتم تأهيل مؤسسة التفتح الخاصة بالمحمدية ( في طور تحديد الفضاء المزمع تخصيصه لهذه الغاية).
وبشكل عام ، فإن هذه المؤسسات تروم بشكل خاص تعزيز الإشعاع الثقافي وتنشيط الحياة المدرسية ، والرقي بها لترسيخ القيم والمبادئ الجمالية ، إضافة إلى إبراز وصقل المواهب .
وتساهم هذا المراكز في خلق وتنمية روح الابتكار والإبداع والتجديد والمبادرة لدى المتعلمات والمتعلمين ، علاوة على الارتقاء بالثقافة والفنون والآداب ، وتسهيل الإندماج المجتمعي ، ثم بناء شخصية منفتحة ومتوازنة .
يستفيد من أنشطة هذه المراكز جميع تلاميذ التعليم العمومي حسب الطاقة الاستيعابية لكل مركز ، مع الإشارة إلى أن الاستفادة من هذه الأنشطة يتم بناء على الرغبة الشخصية للتلاميذ ، وبصفة تطوعية.
ويتم تنظيم سنوات التكوين على ثلاث مراحل وهي مرحلة الاستئناس ، ثم مرحلة تعميق المعارف الفنية والتقنية ، فمرحلة تطوير المهارات .
