“المقترحات المتناقضة” تنتظر قرار الحسم في لجنة تعديل مدونة الأسرة

الخميس 15 فبراير 2024 - 09:07

الرباط ــ في مبادرة تعكس نضجا ديمقراطيا، استقبلت اللجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة عددا من الفاعلين المجتمعيين، ما بين أحزاب سياسية ومنظمات مدنية، خلال أسابيع من المشاورات، وتوصلت منهم بمقترحاتهم التي سيتم أخذها بعين الاعتبار خلال عملية إجراء التعديلات على نص مدونة الأسرة.

وبطبيعة الحال، فهذه المقترحات مختلفة فيما بينها، لكونها في الأساس تمثل توجهات مجتمعية متباينة ما بين الحداثية والمحافظة والوسطية، وبالتالي فكل توجه حاول بلورة أفكاره وفق قناعاته، ممنيا النفس أن يجدها بنودا قانونية ضمن مدونة الأسرة المستقبلية.

وبعد انتهاء زمن المشاورات، تدخل اللجنة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة في الوقت الراهن مرحلة الحسم في التعديلات التي ستطال النص الأصلي، وستجد نفسها أمام مقترحات متباينة فيما بينها تصل إلى حد التعارض في نقاط مختلفة.

يثير هذا الإشكال الكثير من التساؤلات حول الطريقة التي ستنهجها اللجنة المعنية من أجل إخراج وثيقة قانونية وطنية تكون أكثر شمولية وتجيب عن انتظارات مختلف التوجهات والأيديولوجيات داخل المجتمع، بشكل يجعل مختلف الفرقاء يجدون أنفسهم داخل فلسفة المدونة ككل، لا خارجها.

تقدمية معقولة

عبد العزيز خليل، باحث قانوني، قال إن “فلسفة التشريع في الأساس تعني أن يكون معبرا عن توجه معين داخل المجتمع، أما المجتمع المغربي فيعد مجتمعا معتدلا نوعا ما على الرغم من وجود تيارات محافظة وتقدمية حداثية، ولذلك نبقى بالمملكة أمام تيارات متقاربة تتناقش وتتقبل الرأي الآخر إذا أقام الحجة والدليل، ولعل أبرز مثال على ذلك هو أنه في آخر تعديل للمدونة شهدنا خروج مسيرتين مختلفتين، الأولى تمثل التوجه المحافظ والثانية تمثل التوجه الحداثي”.

وأضاف خليل، في تصريح لهسبريس، أن “التوجه الحداثي يبقى الطاغي على المشهد حاليا، حيث يستمد قوته من التشكيلة الحكومية الحالية بخصوص نظرتها إلى الموضوع، وهو ما يمكن أن يؤثر على اتجاه مدونة الأسرة، غير أن المغرب معروف بوجود قيادة ملكية تحرص على أن يكون لجميع الآراء صداها ضمن هذا التشريع الوطني”.

وأوضح المتحدث أن “هذا النص القانوني الذي نتحدث عنه سيكون مجسدا للتوافق الوطني، فالهيأة المحدثة هي الأخرى تعد متعددة المشارب، وبالتالي فالمدونة ستسعى إلى التوفيق بين هذه الآراء من خلال تعديل ما لا يعتبر خطا أحمر، من قبيل تزويج القاصرين، إلى جانب الأمور التي لا تشكل خطا أحمر لدى المؤسسات الوطنية، ولذلك فالمدونة المقبلة ستكون تقدمية وفي الحدود المعقولة”.

مصلحة فضلى

محمد ألمو، خبير قانوني محام بهيئة الرباط، قال إن “المذكرات التي تم التوصل بها من قبل الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة غالبا ما ستكون متقاطعة في مضامينها، وستهم أساسا محاولة تقديم الإجابة عن مختلف النواقص التي أبان عنها واقع الاشتغال بالمدونة الأخيرة على مدار 20 سنة الماضية”.

وأفاد ألمو، في تصريح له ، بأن “مدونة الأسرة المستقبلية من غير المستبعد أن تحمل جديدا بخصوص جوانب تهم الولاية على الأبناء والأطفال المزدادين خارج إطار الزواج، إلى جانب مسألة الإرث بالتعصيب، فضلا عن الأموال المنشأة داخل بيت الزوجية، حيث كانت هذه المسائل قد أثارت جدلا خلال العقدين الماضيين”.

وأشار الخبير القانوني إلى أن “النسخة المعدلة من مدونة الأسرة لن تكون مُرضية للجميع كما يصورها البعض، فالغاية الأسمى من أي قانون هو أن يكون منصفا ومراعيا للمصالح الفضلى التي يتوجه نحو حمايتها”، لافتا إلى أن “الهيأة المكلفة بالموضوع يُتوجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار تراكمات العمل القضائي، فضلا عن التوجه نحو طرح إجابات عن المشاكل التي لم نجد لها حلا خلال فترة ما بعد 2004”.

مملكتنا.م.ش.س/وكالات

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 10 نوفمبر 2024 - 17:35

السيد الكثيري .. ملحمة المسيرة الخضراء حدث نوعي بصم تاريخ المغرب الحديث بروح السلم والسلام

الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 - 23:02

استطلاع .. 84 في المائة من المغاربة يرفضون وجود المثليين في المجتمع

السبت 14 سبتمبر 2024 - 20:49

أكادير .. عملية البسمة المغرب تطلق حملة طبية إنسانية لفائدة أزيد من 100 شخص

الإثنين 15 يوليو 2024 - 21:24

طاطا .. إطلاق مشروع لتعزيز الديمقراطية التشاركية على المستوى الترابي