الرباط ــ ابتدأ يوم الأربعاء وسط أجواء صوفية حافلة في الموقع التاريخي شالة، حيث أسرت دافني كريتاراس الجمهور الغفير الحاضر منذ 17h30. بفضل أدائها المتميز لربيرتوار الأغاني التقليدية للبحر الأبيض المتوسط تمكنت من نقل المتفرج في رحلة تخترق الأزمنة والثقافات. وبين الأطلال القديمة، تردد صوتها القوي والعاطفي، خالقا لحظة خارج الزمن.
في الساعة 21h00، اعتلى مروان خوري خشبة المسرح الوطني محمد الخامس. وقدم الشاعر والملحن البناني، المعروف بجولاته الكئيبة، أداء حميميا ومؤثرا. لفَّت أغنياته الرقيقة وكلماته الشاعرية الحضور، خالقة رباطا عميقا بين الفنان وجمهوره.
اكتسحت موجة من النشاط منصة شاطئ سلا ابتداء من الساعة 22h00، مع ثلاث أيقونات موسيقية مغربية ابتسام تيسكت ونجاة عتابو وإكرام الفلالية. فقد سحرت ابتسام تيسكت الجمهور بأغنياتها العصرية وحضورها المفعم بالحيوية والنشاط على الخشبة. بينما أعادت نجاة عتابو بصوتها القوي وقطعها من الطرب الشعبي، إلى الذاكرة الجذور العميقة للموسيقى المغربية، ناقلة الجمهور في حالة انتشاء جماعية. من جانبها أضافت إكرام الفلالية لمسة عصرية بأغانيه الآسرة وطاقتها الفياضة، مكتلة أمسية غنية بالطرب والتنوع الموسيقي.
في نفس الوقت، استحوذت أيرا ستار على منصة أبي رقراق. سحرت الموهبة الشابة النيجيرية الحشد بإيقاعاتها الأفروبيتس وطاقتها الفياضة. وشكلت أغانيها النابضة ما يشبه زوبعة من العواطف، تاركة بصمتها بارزة في ذاكرة الحاضرين.
في الساعة 22h45، شحن بورنا بوي المنصة العالمية السويسي. عبر قطعه الرئيسية وكاريزمته الطبيعية، حول الفنان النيجيري الأمسية إلى حفل لا ينسى. وترددت إيقاعاته الأفروفيزن وسط الجمهور كدعوات للرقص، واهتزت كل أغنية كاحتفال بالحياة والثقافة الإفريقية.
واختتم اليوم على منصة النهضة مع بالتي، أحد وجوه الراب الأكثر تأثيرا في تونس. ابتداء من الساعة 22h00، قدم أداء مكثفا، وكلمات تشد الأنفاس بينما تردد صدى ذبذباته القوية في قلوب المتفرجين. وتحولت المنصة إلى مكان للتشارك والتعبير، مجسدة روح المهرجان ذاتها.
حول يوم 26 يونيو وجه المهرجان إلى فسيفساء حقيقية من الأصوات والثقافات، حيث ساهم كل فنان بلونه الخاص في هذا الجفل الموسيقي. وواصل المهرجان التأكد على أن الموسيقى، في كامل تنوعاتها، تشكل لغة كونية تجمع الأرحام وتتسامى فوق الحدود.
مملكتنا.م.ش.س