عز الدين أزيان
تمصلوحت – أعرب أساتذة وأستاذات ثانوية تمصلوحت التأهيلية عن استيائهم البالغ إثر الكشف عن البنية التربوية للموسم الدراسي الجديد 2024-2025، خلال الاجتماع التربوي الذي عُقد يوم الثلاثاء 3 شتنبر 2024. وقد فوجئ الطاقم التعليمي بالاكتظاظ الكبير الذي يطغى على جل الفصول الدراسية، حيث بلغ عدد التلاميذ في بعض الأقسام 54 تلميذاً، وهو رقم مرشح للارتفاع مع استقبال المزيد من التلاميذ الجدد وتلاميذ الفرصة الثانية.
هذا الوضع الصعب يُفاقمه ضيق الحجرات الدراسية التي لا تتناسب مع الأعداد الكبيرة من التلاميذ، مما يثير قلق الأساتذة بشأن قدرة المؤسسة على مواصلة تقديم تعليم ذي جودة عالية. فقد كانت الآمال معقودة على تحسين ظروف العمل داخل الثانوية، خاصة بعد أن حققت المؤسسة إنجازاً بارزاً الموسم الماضي، حيث بلغت نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا 95.13%، ما جعلها تتصدر مؤسسات مديرية الحوز.
لكن هذا الإنجاز المتميز أصبح مهدداً في ظل الاكتظاظ الحالي وغياب الموارد اللوجستيكية الضرورية لدعم العملية التعليمية. ويشير الأساتذة إلى أن هذه الظروف تتعارض بشكل واضح مع الشعار الذي رفعته وزارة التربية الوطنية لهذا الموسم: “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع”. ويرون أن الاكتظاظ الكبير في الأقسام وعدم توفر الوسائل التعليمية الأساسية يعوقان تطبيق هذا الشعار ويضعفان جودة التعليم في المؤسسة.
وفي بيان استنكاري، حمّل الأساتذة الوزارة الوصية مسؤولية هذا الوضع غير المقبول، داعين إلى تدخل عاجل لإيجاد حلول فعالة. وأكدت هيئة التدريس أنها تحتفظ بحق اتخاذ خطوات نضالية للدفاع عن جودة التعليم بالمؤسسة وللحفاظ على المكتسبات التي تحققت في المواسم السابقة.
من جهته، يعتبر هذا التحرك جزءاً من تزايد الاحتجاجات داخل قطاع التعليم في المغرب، حيث يواجه القطاع تحديات هيكلية تتعلق بالاكتظاظ في الفصول ونقص الموارد التعليمية. ويأمل الأساتذة في أن تستجيب الوزارة لمطالبهم لضمان انطلاقة تربوية سليمة لهذا الموسم الدراسي، وتحقيق الهدف المشترك في تقديم تعليم بجودة عالية لكل التلاميذ.
تأتي هذه الدعوة في سياق أوسع يشهد مطالبة بإصلاح جذري للبنية التحتية المدرسية وضمان شروط ملائمة للعملية التعليمية، لاسيما في المؤسسات التعليمية التي تحققت فيها إنجازات ملموسة وتستحق دعماً أكبر للحفاظ على تفوقها.
مملكتنا.م.ش.س
