عزيز غالي ومواقفه العدائية .. إساءة للوطن ومساس بالخطوط الحمراء

الإثنين 16 ديسمبر 2024 - 14:38

محمد الدرغالي

في الوقت الذي يقف فيه الشعب المغربي صفًا واحدًا خلف جلالة الملك محمد السادس دفاعًا عن الوحدة الترابية للمملكة، وفي ظل النجاحات الدبلوماسية الباهرة التي حققتها بلادنا على المستوى الدولي بخصوص قضية الصحراء المغربية، يطل علينا عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بمواقف وتصريحات متناقضة مع الإجماع الوطني، تضرب في صميم القضية الأولى لكل مغربي حر.

إن تصريحات ومواقف عزيز غالي ليست مجرد رأي مخالف يمكن التغاضي عنه، بل هي طعن مباشر في قدسية الوحدة الترابية للمغرب، تلك القضية التي سالت من أجلها دماء الشهداء وكرّس لها المغاربة منذ عقود كامل طاقاتهم وإمكاناتهم. فمن يتجرأ على التشكيك في حق المغرب التاريخي والقانوني في صحرائه، إنما يتجرأ على مساس صريح بثوابت الأمة المغربية وسيادتها، وهو ما لا يمكن قبوله أو التساهل معه.

ازدواجية الخطاب وتناقض المبادئ تأتي خطورة مواقف عزيز غالي من كونه يتولى رئاسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي منظمة من المفترض أن تكون صوتًا للدفاع عن حقوق الشعب المغربي ومصالحه. لكن بدلاً من ذلك، حوّل غالي هذه الجمعية إلى منصة للترويج لمواقف تخدم أجندات مشبوهة، متناقضة تمامًا مع روح الوطنية والمسؤولية. كيف يمكن لمن يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن يقف ضد حق المغاربة في الدفاع عن وحدتهم الترابية؟ كيف يمكن لمن يرفع شعارات الكرامة والحرية أن ينحاز إلى خطاب التقسيم والفتنة؟

إن هذا التناقض الصارخ بين المبادئ التي يزعم الدفاع عنها، وبين أفعاله وتصريحاته التي تضرب في صميم الثوابت الوطنية، يكشف عن ضبابية مواقفه وربما خضوعه لأجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المغرب وتشويه صورته أمام العالم.

خطاب الملك: إما أن تكون مغربيًا أو غير ذلك لقد كان خطاب جلالة الملك محمد السادس في غاية الوضوح حين قال: إما أن تكون مغربيًا أو غير ذلك. الوحدة الترابية ليست موضوعًا للنقاش أو ساحة للمساومة، بل هي خط أحمر يجمع عليه المغاربة قاطبة. ومن يتجرأ على الاصطفاف ضد هذا الإجماع الوطني، فإنه يضع نفسه خارج الصف الوطني، ويتنكر لانتمائه لهذا الوطن.

إن مواقف عزيز غالي ليست مجرد رأي عابر، بل هي خيانة لكل مغربي مؤمن بوطنه ووحدته. فلا مجال للحياد أو الضبابية في قضية مصيرية كهذه. أن تكون مغربيًا يعني أن تدافع عن وحدة وطنك دون تردد، وأن تواجه كل محاولات التشكيك أو التآمر بكل حزم ووضوح.

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على المحك مواقف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لم تضر فقط بصورته الشخصية، بل ألقت بظلالها على مصداقية الجمعية ككل. فقد أصبحت هذه المؤسسة الحقوقية العريقة، التي كانت دائمًا منبرًا للدفاع عن القضايا العادلة، تواجه اليوم خطر فقدان ثقة الشعب المغربي فيها بسبب هذه الانحرافات الخطيرة.

كيف يمكن لجمعية حقوقية أن تدعي الدفاع عن حقوق المغاربة بينما يتنكر رئيسها لحق أساسي يتعلق بسيادة المغرب ووحدة أراضيه؟ أي مصداقية تبقى لهذه الجمعية إذا سمحت لرئيسها باستغلال منصبه للترويج لأفكار تهدد استقرار الوطن وتنسجم مع أطروحات أعداء المملكة؟

رسالة إلى عزيز غالي عزيز غالي، إن تصريحاتك ومواقفك العدائية تجاه الوحدة الترابية للمغرب لن تمر دون محاسبة، ليس فقط من قبل القانون، بل من قبل الشعب المغربي الذي لن يغفر لمن يطعن في ثوابته ومقدساته.

إذا كنت ترى في نفسك الجرأة للوقوف ضد قضية بحجم قضية الصحراء المغربية، فلتكن شجاعًا بما يكفي لتعلن تخليك عن انتمائك لهذا الوطن، لأن المغاربة لا يقبلون أنصاف المواقف ولا يتحملون ضبابية الخطاب في قضاياهم المصيرية.

الشعب المغربي، بملكه وحكومته ومؤسساته المدنية، موحد حول قضية الصحراء المغربية. وإذا كنت تظن أن تشويشك سيجد آذانًا صاغية أو تأثيرًا على هذا الإجماع، فأنت واهم. فالمغاربة أذكى وأوعى من أن ينجروا خلف خطابك المضلل، وسيواصلون الدفاع عن وحدتهم الترابية بكل شراسة، كما فعلوا على مر التاريخ.

ختامًا، على عزيز غالي أن يعلم أن الوقوف ضد الوطن جريمة أخلاقية قبل أن تكون خيانة قانونية. وإذا لم يستطع تصحيح مساره، فليتحمل عواقب مواقفه التي لن تزيده إلا عزلة عن شعبٍ يقدس أرضه ويضعها فوق كل اعتبار.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 8 مايو 2025 - 12:23

من “الميكروبات والحمير” إلى “شعبي العزيز” .. بنكيران، هل آن لك أن تتعلم دروس الاحترام ؟

الأحد 4 مايو 2025 - 22:46

بين التبخيس والنزاهة .. هل يعرف التطوانيون عدوهم الحقيقي ؟

الأحد 4 مايو 2025 - 17:52

“حين ينفد الرصيد السياسي .. لا يبقى إلا النهيق”

الإثنين 21 أبريل 2025 - 10:06

“الوطن أولاً .. ندعم العلاقات مع إسرائيل ولا ندعم إسرائيل ”