الجزائر .. بين دعم الانفصال وتصاعد الاحتجاجات الشعبية

الإثنين 30 ديسمبر 2024 - 22:34

محمد الدرغالي

تشهد الجزائر اليوم حالة من الغليان الداخلي والتوتر الخارجي، حيث يواجه النظام الحاكم ضغوطًا متزايدة من الشعب بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، في حين تستمر سياساته الخارجية في التركيز على دعم الانفصال في الصحراء المغربية. هذا الموقف الذي تتبناه حكومة الجنرالات يعكس عقيدة سياسية تصنف المغرب كعدو تقليدي، بينما تعاني البلاد من تحديات داخلية تعمق الفجوة بين النظام والشعب.

الداخل .. احتجاجات “مانيش راضي” وصوت الشعب الغاضب

على الصعيد الداخلي، تتنامى الاحتجاجات الشعبية في الجزائر تحت شعار “مانيش راضي”، في تعبير واضح عن الغضب الشعبي تجاه التدهور المعيشي والفساد وسوء استغلال الثروات الطبيعية. رغم كون الجزائر من أغنى الدول في إفريقيا من حيث الموارد النفطية والغازية، فإن الشعب يعاني من الفقر والبطالة، ما دفعه إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بإصلاحات جذرية.

ورغم محاولات السلطة لتهدئة الوضع عبر وعود بالإصلاح الاقتصادي، إلا أن المحتجين يرون أن هذه التدابير بطيئة وغير كافية. وبالتالي، تتزايد المخاوف من أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى موجة تغيير جذرية قد تهدد استقرار النظام.

الخارج .. دعم الانفصال ومواجهة المغرب

في الوقت الذي يواجه فيه النظام الجزائري أزمات داخلية، تستمر سياساته الخارجية في التركيز على قضية الصحراء المغربية. يعتبر دعم جبهة البوليساريو أولوية غير مشروطة لدى حكومة الجنرالات، حيث تسعى الجزائر إلى تقويض النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب، ومنها الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء وتطور الأقاليم الجنوبية بفضل الاستثمارات المغربية الضخمة.

هذا الدعم، الذي يُنظر إليه كجزء من العداء التاريخي بين البلدين، لا يخلو من انتقادات دولية، خاصة مع تصاعد المطالبات بحل النزاع في إطار مقترح الحكم الذاتي المغربي تحت إشراف الأمم المتحدة.

تشابك الأزمات .. الداخل والخارج

يرى محللون أن إصرار النظام الجزائري على دعم الانفصال في الصحراء يخدم أجندات داخلية تهدف إلى صرف الأنظار عن الأزمات المحلية، وتعزيز الوحدة الداخلية للنظام في مواجهة الاحتجاجات الشعبية. ومع ذلك، فإن هذه السياسة تُعمق عزلة الجزائر الإقليمية والدولية، وتزيد من التوترات مع المغرب.

هل من مخرج للأزمة ؟

الجزائر تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم. داخليًا، يتطلب الوضع إصلاحات اقتصادية وسياسية جادة تلبي تطلعات الشعب الغاضب. وخارجيًا، قد يكون تبني نهج أكثر تعاونًا مع المغرب وباقي دول المنطقة هو السبيل لتحقيق استقرار إقليمي يعزز التنمية المشتركة.

في النهاية، يبقى مصير المنطقة مرهونًا بقدرة الجزائر على التوازن بين معالجة أزماتها الداخلية وتبني سياسات خارجية تخدم استقرارها ومصالح شعوب المغرب العربي.


مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 13 يناير 2025 - 10:23

النجم السياسي !!

السبت 4 يناير 2025 - 16:35

“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”

السبت 4 يناير 2025 - 16:31

“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”

الخميس 2 يناير 2025 - 11:57

سنة 2024 .. عام العودة من العدم إلى المجد