ابن كيران .. عودة إلى الواجهة أم محاولة للهروب من الإرث الثقيل ؟

الإثنين 3 فبراير 2025 - 09:18

محمد الدرغالي

عاد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى الواجهة السياسية بتصريحات مثيرة حول الحكومة الحالية، ونيته العودة إلى رئاسة الحكومة، التي وصفها بـ”حكومة المونديال”. لكن هل نسي بن كيران أنه هو من مهد الطريق للسياسات الحالية عبر قراراته السابقة التي أثارت جدلاً واسعًا؟

إرث حكومة بن كيران .. قرارات أثقلت كاهل المواطن

خلال ولايته، كان بن كيران مسؤولًا عن رفع الدعم عن المحروقات دون تقديم بدائل واضحة، كما ألغى تدريجياً مهام صندوق المقاصة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من المواد الأساسية. ولم تتوقف قراراته عند ذلك، بل أعلن أن الدولة يجب أن “ترفع يدها” عن التعليم والصحة والشغل، مما فتح المجال أمام خصخصة قطاعات حيوية زادت من معاناة المواطنين. كما واجه مطالب قدماء المحاربين والعسكريين والأرامل بالرفض القاطع، في خطوة أثارت استياءً واسعًا.

رغم انتقاده الشديد لرئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، إلا أن بن كيران نفسه كان في السابق من أشد المدافعين عنه، واصفًا إياه بـ”رجل سياسة محنك”. كما اصطف إلى جانب شركات كبرى كـ”سنطرال” و”أفريقيا” و”سيدي علي” خلال حملة المقاطعة الشعبية، بل إن وزراء من حكومته شاركوا في احتجاج ضد تلك الحملة، في موقف اعتبره الكثيرون دفاعًا عن المصالح الاقتصادية الكبرى.

تصريحاته المثيرة لم تخلُ من الخطاب الشعبوي، حيث قال يومًا للشباب العاطل عن العمل: “سيروا تبيعوا البيض”، كما برر عدم محاسبة الفاسدين بعبارته الشهيرة “عفى الله عما سلف”. أما حكومته، فقد اشتهرت بتصريحات مثل “لي بغا يقري ولدو يضرب يدو فجيبو” و”واش بغيتونا نخدموا بيليكي”، ما يعكس توجهًا نحو التخلي عن الخدمات الاجتماعية.

حكومة أخنوش .. العمل في صمت والنتائج تتحدث

في المقابل، تعمل الحكومة الحالية في هدوء، مركزة على مجالات حيوية مثل البنية التحتية والسياحة ورقمنة الإدارة. فقد شهد قطاع السياحة انتعاشًا غير مسبوق، حيث ارتفع عدد السياح بشكل ملحوظ، مما عزز الاقتصاد الوطني وخلق فرص شغل جديدة. كما واصلت الحكومة الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الكبرى، من طرق سريعة وموانئ ومطارات، إلى تحسين النقل العمومي وتطوير المدن الكبرى.

على مستوى العدالة، شهد المغرب تغييرات جذرية بقيادة وزير العدل، تهدف إلى تبسيط المساطر وتعزيز الشفافية، مما يسهل الولوج إلى العدالة ويكرس مبادئ المحاكمة العادلة. كما قطعت الحكومة أشواطًا كبيرة في رقمنة الخدمات الإدارية، مما ساهم في الحد من البيروقراطية وتعزيز الشفافية في الإدارة العمومية.

إذا كانت حكومة العدالة والتنمية قد أسست لسياسات أثقلت كاهل المواطن، فإن الحكومة الحالية تعمل على تنفيذ مشاريع وإصلاحات قد لا تظهر نتائجها بين عشية وضحاها، لكنها تضع أسسًا لتحسين الخدمات وتعزيز الاقتصاد. في النهاية، يظل السؤال: هل سيعود بن كيران إلى الحكم بوعود جديدة، أم أن ذاكرة المغاربة لن تنسى إرثه السابق؟


مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأربعاء 22 يناير 2025 - 15:42

الإشادة بالإرهاب .. عندما يصبح الإرهاب بطولة في أعين البعض

الإثنين 13 يناير 2025 - 10:23

النجم السياسي !!

السبت 4 يناير 2025 - 16:35

“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”

السبت 4 يناير 2025 - 16:31

“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”