تمصلوحت – في واقعة مؤلمة تهز الضمير الإنساني والرأي العام المحلي بجماعة تمصلوحت بالحي الاداري ، تعيش سيدة بسيطة، أرملة الأمل وكفيلة عائلتها وزوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة، معاناة قاسية بعدما وجدت نفسها ضحية رجل يدعي أنه فوق القانون، مستقويا بجهات مجهولة تدعمه وتحمي تصرفاته الخارجة عن القانون.
القصة بدأت عندما أقدم هذا الشخص، المعروف بسوابقه في الترامي على الأراضي بدون وجه حق، على الاستيلاء على جزء من أرض تملكها هذه السيدة الضعيفة، بعدما سبق له الترامي على بقعة أخرى مجاورة يدّعي ملكيتها دون وثائق قانونية تثبت ذلك.
ولم يكتفِ المعتدي بهذا الفعل الإجرامي، بل عمد إلى بناء عشوائي فوق الأرض المغتصبة، قبل أن تتدخل السلطات المحلية التي قامت بهدم هذا البناء غير القانوني، تنفيذا للقوانين الجاري بها العمل.
غير أن هذا التدخل لم يزد المعتدي إلا جبروتا وعنفا، حيث بدأ بمضايقة السيدة وتهديدها بشكل متكرر، بل وصل به الأمر إلى الاعتداء الجسدي العنيف عليها، في مشهد موثق بشريط فيديو صادم التقطه أحد الجيران، ويظهر بوضوح مدى الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له الضحية، ليتم نقلها بسيارة الإسعاف بشكل استعجالي لمستشفى محمد السادس، كما تثبت الشهادة الطبية.
رغم لجوء السيدة المتضررة إلى القضاء، حيث أنصفتها المحكمة الابتدائية وحكمت لصالحها بخصوص العقار موضوع النزاع، إلا أن المعتدي لا يزال يواصل عربدته واعتداءاته مستغلاً غياب تدخل صارم من الجهات الأمنية، وخاصة عناصر الدرك الملكي الذين لم يباشروا الإجراءات القانونية الرادعة كما يقتضي الواجب.
ويبقى السؤال معلقا وملحا أمام هذا المشهد المحزن: من يحمي هذه المرأة المستضعفة؟ وكيف يسمح القانون المغربي الذي يرفع شعار حماية المرأة من العنف، أن تظل هذه السيدة ضحية عنف مادي ومعنوي في واضحة النهار ودون حماية فعلية؟
أليس من واجب السلطات القضائية والأمنية التدخل الحازم لردع مثل هؤلاء المتنفذين الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون؟
ألا يستحق هذا الملف فتح تحقيق عاجل لضمان حماية الضحية ومعاقبة الجاني بما يقتضيه القانون؟
كما أن هذا نداء للجمعيات الحقوقية النسائية لمساعدة هذه المرأة القروية لانصافها أولا وحمايتها من العنف الجسدي ثانيا، وحماية مصالح اسرتها العاجزة عن الدفاع عن حالها ثالثا.
إن الرأي العام المحلي بتمصلوحت يترقب تحركا سريعا ومنصفا يضمن حق هذه السيدة، ويعيد الاعتبار لكرامتها، ويرسل رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه التمادي في الظلم واستغلال النفوذ.
مملكتنا.م.ش.س