تجربة مغربية بطابع دولي .. ENAM تحتفي بالتراث من خلال مقاربة تعليمية وتكنولوجية جديدة

الخميس 24 أبريل 2025 - 12:07

عز الدين إزيان

مراكش – إحتفاء بأيام التراث، أطلقت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، سلسلة من الندوات الدولية تحت عنوان “التراث والتكنولوجيا”، في إطار رؤية تروم تعزيز الوعي الثقافي والانفتاح على الابتكار في خدمة التراث.

ويأتي هذا البرنامج الطموح بشراكة مع المجلس الجماعي لمراكش التي تترأسه السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، ومجموعة “Disciplines de l’Architecture”، ويمتد ما بين شهري أبريل وماي من سنة 2025، في انسجام مع أهداف أيام التراث التي تسعى إلى التوعية والتربية والعمل من أجل المصلحة العامة.

على مدى شهر كامل، سيشهد رحاب المدرسة خمس جلسات موضوعاتية بمشاركة ثلة من الخبراء الدوليين، يجتمعون من أجل مناقشة سبل الربط بين المحافظة المبرمجة على التراث وضمان الولوج الثقافي إليه. وتستعرض الجلسات محاور متنوعة من بينها تقنيات البناء بالتراب، باعتبارها من الركائز التاريخية للمعمار المغربي، حيث ستقوم المهندسة المتخصصة إيمان السعيدي بتسليط الضوء على هذه الممارسات التقليدية في ظل تحديات العصرنة.

من جهة أخرى، سيتعرف الحاضرون على استخدامات الرقمنة الحديثة، من خلال مداخلة كل من فيلا سارتوريتي وماريانا ميناسكورطا عن شركة WiseTown، حيث سيتم استعراض كيفية توظيف نظم المعلومات الجغرافية والتوائم الرقمية لحماية المواقع التاريخية وتثمينها. كما سيتناول المهندس الإيطالي ألدو جورجيو بيرتزي، المكلف بترميم جامع مراكش، تجربة إعادة الإعمار في منطقة أبروتسو بإيطاليا بعد الزلزال، مع التركيز على أوجه الشبه والإمكانيات التطبيقية في السياق المغربي.

وسيكون للحضور موعد أيضا مع قراءة في المشاهد المعمارية المحصنة في جبال أبروتسو، حيث سيقدم كل من فيديريكو بولفوني غرانزيني وكلوديو ماتزانتي من جامعة كييتي – بيسكارا مداخلة حول تقنيات الحفاظ على التراث المعماري في المناطق الجبلية، بما يتماشى مع خصوصية مناطق الأطلس بالمغرب.

هذا البرنامج يتجاوز الطابع الأكاديمي ليمثل توجها استراتيجيا يعزز موقع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية كفاعل رئيسي في ميدان التراث المعماري على الصعيدين الوطني والدولي. فبفضل شراكاتها مع جامعات مرموقة ومؤسسات تكنولوجية متقدمة، تواصل المدرسة تأكيد انخراطها في النهوض بالمعمار التراثي في ظل تحديات العولمة.

وفي تصريح للدكتور عبد الغني الطيبي، مدير المدرسة والعضو في اللجنة العلمية الوطنية لكرسي اليونسكو، أكد أن هذه المؤتمرات تجسد رؤية المؤسسة في تكوين جيل جديد من المعماريين القادرين على التفاعل مع ماضيهم وهويتهم، مع التحكم في أدوات المستقبل، مشيرا إلى أهمية تقديم دراسات حالة ملموسة للطلبة، كما هو الحال في تجربة ترميم جامع مراكش.

يعكس هذا البرنامج مقاربة تربوية متجددة، تجمع بين نقل المعارف التقليدية، وتوظيف الأدوات الرقمية الحديثة، والعمل الجماعي بين مختلف التخصصات المرتبطة بالتراث. فالمعمار التراثي لم يعد مجرد موروث ثقافي، بل أصبح محورا للتفكير العلمي والإبداعي المشترك، من أجل استدامة هوية عمرانية وثقافية متجددة.

من خلال هذه المبادرة، تسعى المدرسة إلى جعل المعرفة بالتراث في متناول الجميع، وليس حكرا على المختصين فقط، وذلك في انسجام مع فلسفة أيام التراث التي تعتبر أن حماية التراث مسؤولية جماعية. ويأتي إدماج هذا البرنامج ضمن هذه المناسبة الوطنية كمساهمة فعلية في إشاعة ثقافة الوعي بالتراث المشترك وتثمينه.

كما تجدر الإشارة فإن سلسلة “التراث والتكنولوجيا” تمثل بيانا عمليا يؤكد أن المستقبل لا يمكن أن يبنى إلا على أسس التاريخ. وهو ما تسعى المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية إلى تجسيده، من خلال المزج بين الأصالة والابتكار، والارتقاء بدور المعمار في خدمة التنمية المستدامة والهوية الحضارية.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 18 مايو 2025 - 22:08

الأبواب المفتوحة للأمن الوطني .. قاعة القيادة والتنسيق، صمام أمان في خدمة أمن المواطنين

الأحد 18 مايو 2025 - 21:25

“موسم طانطان”، حدث ثقافي بارز يجسد عراقة التراث والقيم الأصيلة لساكنة الأقاليم الجنوبية عبر التاريخ (السيد البواري)

الأحد 18 مايو 2025 - 19:57

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحتفي بالذكرى العشرين لإطلاقها تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”

الأحد 18 مايو 2025 - 19:09

انتخاب الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة لرئاسة شبكة هيئات الوقاية من الفساد (NCPA) لسنة 2025-2026