أفريكوم .. الولايات المتحدة الأمريكية تستعد لإنشاء موقع دائم وثابت للقيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا في المملكة المغربية
بقلم زكرياء بلحرش
نشر الموقع الإيطالي DIFENSA & SICUREZZA بتاريخ 29 مارس 2023 معطيات تفيد بأن القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا AFRICOM قد تفتح قريبا مركز قيادة عسكرية في أحد بلدان غرب إفريقيا بهدف مراقبة تحركات كل من روسيا والصين بشكل أفضل لا سيما في ضوء استعداد الصين للقيام بذلك.
وأفاد الموقع الإيطالي بأن قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا الجينرال مايكل لانجلي، أكد في سياق جلسة استماع لدى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، على أنه لا يوجد حاليا أي تأكيدات أو معطيات حصرية بشأن الدولة التي يمكن أن تستضيف مركز القيادة العسكرية الأمريكية، ومع ذلك قال أمام اللجنة العسكرية لدى مجلس الشيوخ الأمريكي، دعونا نلقى نظرة على دولة ليبريا، وبعد أسبوع من جلسة الاستماع قام رئيس ليبريا “جورج وياه” بزيارة غير عادية إلى مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بناء على دعوة من الجينرال مايكل لانجلي، تزامنا مع الفترة التي كانت فيها بكين تخطط لبناء القاعدة البحرية في (باتا) غينيا الاستوائية.
من جانب آخر، أشار موقع COURIER INTERNATIONAL بتاريخ 29 مارس 2023 بأن القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا AFRICOM تبحث عن إقامة مركزها الإفريقي في المملكة المغربية أو في ليبريا، وبينما تحقق واشنطن عودة كبيرة في القارة الإفريقية تبحث القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا عن مقعد في القارة الإفريقية، كما أنه في جلسة الاستماع أمام اللجنة العسكرية لدى مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 16 مارس 2023 أشار قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا الجينرال مايكل لانجلي إلى أن أفريكوم تستعد لإنشاء مركز قيادتها الجديد في غرب إفريقيا. وفي إطار جلسة الاستماع تلك سأل العضو المنتدب روجر ويكر حول جهود الصين في إنشاء قاعدة عسكرية في غرب إفريقيا وكيفية تأثير إنشاء قاعدة عسكرية من قبل الصين على أمن الأمريكيين في القارة الإفريقية؟ ورد الجينرال مايكل لانجلي على ذلك : “سيغير ذلك الحسابات الكاملة لخطط الحملة العالمية الاستراتيجية لحماية الوطن إذا ما قامت الصين ببناء قاعدة عسكرية على الساحل الغربي لإفريقيا لأن ذلك يغير الديناميكات”. كما صرح الجينرال مايكل لانجلي في بيانه أمام اللجنة العسكرية إلى ضرورة إنشاء مركز أفريكوم في غرب إفريقيا وأعرب عن مخاوفه من محاولة الصين إقامة قاعدة عسكرية في جيبوتي مشيرا إلى أن مشروع القاعدة العسكرية للصين في المستقبل يشكل تهديدا هامشيا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في القارة الإفريقية، ومع ذلك في حالة النزاع المسلح قد تستفيد جمهورية الصين الشعبية من بصمتها العسكرية الموسعة لإبراز مكامن قوتها ضد الولايات المتحدة الأمريكية أو ضد حلفاء واشنطن أو التجارة العالمية. وأضاف الجينرال مايكل لانجلي بأنهم استفادوا بالفعل من قوتهم الاقتصادية في إفريقيا للتأثير على سياسة الأمم المتحدة وحماية وصولهم إلى الموارد الطبيعية مثل المعادن والصيد البحري، بالإضافة إلى النفوذ الصيني في المنطقة، فإن القيادة الأمريكية وفقا للجينرال مايكل لانجلي قلقة بشأن المرتبطين بفرع القاعدة الثاني والأسرع نموا في إفريقيا -جماعة نصرة الإسلام والمسلمين- وكانت هذه الجماعة وفقا لما أكده تمارس الرعب على المواطنين الأمريكيين في منطقة غرب إفريقيا وخاصة في مالي وبوركينافاسو.
وحسب المعطيات المتوفرة من القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد وضع استراتيجية أمنية هدفها وقف التمدد الروسي عبر روسيا الاتحادية نفسها وشركة فاجنر إضافة إلي التضييق على نفوذ الصين الشعبية في القارة الإفريقية.
وتبعا لذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية التعجيل بالبحث عن مقر دائم وثابت إفريقي لقيادتها العسكرية لإفريقيا “أفريكوم” وذلك بعد دراسات معمقة للإدارة الأمريكية، والدول المقترحة هم: المملكة المغربية ليبريا، ولكل مميزاته.
غير أنه بالنظر للموقع الاستراتيجي الذي يحظى به المغرب ودرجة التقارب المغربي الأمريكي في الشأن الأمني والعسكري، يجعل المغرب الدولة الأكثر تميزا لإنشاء مقر أفريكوم. فالمغرب له قرب شديد بالقارة الأوروبية في حلف الأطلسي ويتعلق الأمر باسبانيا والبرتغال ولكلاهما روابط قوية ببعض البلدان الإفريقية، كدول PALOP أو الدول الإفريقية الناطقة باللغة البرتغالية إضافة إلى روابط اسبانيا بالمملكة المغربية وغينيا الاستوائية. ومن المرجح أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، تضمن موافقة المغرب على أن يكون مقر للقيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا، يضاف إلى تميز المغرب بنظام عسكري احترافي وجد متطور، بالإضافة إلى امتياز المغرب بنفوذ شاسع في القارة الإفريقية على المستوى الاقتصادي والديني والثقافي وجغرافي عبر الصحراء المغربية في غرب إفريقيا، ناهيك على أن علاقات المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية راسخة وثابتة في التاريخ، والمغرب هو أول دولة في التاريخ اعترفت بالولايات المتحدة الأمريكية، كل ذلك يجعل من المغرب وجهة أفضل للولايات المتحدة لإنشاء مقر ثابت ودائم للقيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا.
عموما، إن استقرار القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا في مقر ثابت مستديم يوفر للولايات المتحدة الأمريكية كل مزايا التوطن ويحقق لها أقصى عائد على التكلفة كما أنه يدعم الموقف العسكري للمغرب في القارة الإفريقية باعتبار المغرب أكبر متلقي ومرسل في عمليات التعاون العسكري مع أكبر دولة ذات نظام عسكري عالمي كالولايات المتحدة الأمريكية التي تقود منظمة حلف شمال الأطلسي NATO.
مملكتنا.م.ش.س