إن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال حدث تاريخي سيظل منقوشا في ذاكرة الأجيال الحاضرة والقادمة باعتباره محطة بارزة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية .
إن الإحتفاء بالذكرى 71 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، يشكل محطة نضالية وازنة في مسار الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري والهيمنة الأجنبية ، و أن هذه المحطة ساهمت في بلورة طلائع الحركة الوطنية بإيعاز وإيحاء من بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس لعريضة تضمنت مطالب الشعب المغربي بالاستقلال .
و وثيقة المطالبة بالاستقلال أكدت على قرار الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد رفضه للاحتلال الأجنبي وتطلعه إلى التخلص من براثن الاستعمار وتقرير مصيره بنفسه وعدم رضوخه لضغوط وإملاءات سلطات الحماية .
وأن مدينة فاس كان لها دور بارز في الانتفاضة العارمة التي اندلعت في مواجهة الغطرسة الاستعمارية حيث خرج سكان المدينة أيام 29 و 30 و 31 يناير 1944 وعلى غرار باقي المدن الأخرى كالرباط وسلا ومراكش وغيرها للتنديد باعتقال زعماء الحركة الوطنية ولتأييد مضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال والدفاع عن مقدسات الوطن ، و أن المواجهات العنيفة التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الاستعمار أسفرت عن استشهاد العشرات من المواطنين.
و أن التضحيات الجسام التي قدمها رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير في مسيرة الكفاح ضد المستعمر من أجل الانعتاق والحرية، و أن تخليد هذه الذكرى يستهدف بالأساس تذكير الأجيال الصاعدة بمغزى بعض المحطات البارزة في مسيرة كفاح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية .
و أن إحياء ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يروم استحضار ما تطفح به من دروس وعبر تدعو إلى التحلي بقيم الوطنية الصادقة والتشبع بفضائل المواطنة الحقة والتي ما أحوج الأجيال الصاعدة والقادمة إلى النهل من ينابيعها لما تذكيه من حماس في نفوس الشباب والناشئة.
كما أن إحياء هذه الذكرى تعتبر مناسبة لاستحضار الخدمات الجليلة والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب المغربي في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي وتفاني أبنائه في الدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها مشيرا إلى أنها تشكل مناسبة كذلك لإبراز الجهود التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في سبيل الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية والائتمان على الموروث الحضاري مع التعريف بتاريخ المقاومة وأمجادها ومكارمها .
و أن كل الندوات العلمية والأيام الدراسية التي تنظمها المندوبية السامية من أجل التعريف بتاريخ المقاومة الوطنية إلى جانب تكريم بعض المقاومين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل استقلال المغرب بالإضافة إلى الجهود المبذولة في عملية استنساخ الوثائق التاريخية المتوفرة وتسجيل الشهادات الحية والروايات الشفوية وتشجيع الدراسات والبحوث الجامعية فضلا عن إحداث فضاءات للذاكرة بالعديد من المناطق والجهات ومنها مدينة فاس التي تم اليوم تدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة بها .
مملكتنا .م.ش.س