خطاب جلالة الملك محمد السادس في أبيدجان شكل خارطة طريق للعمل الذي يتعين القيام به، مؤكدا أن اهتمام المغرب بإفريقيا لا تمليه أسباب ظرفية، بل يمتد على المدى البعيد.
كما أبرزالسيد السفير الاستثمارات الضخمة التي ضخها المغرب في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا، لاسيما اقتناء شركة اتصالات المغرب لحصة 51 في المائة من أسهم الفاعل في مجال الهاتف المحمول والثابت “أوناتيل”، مشيرا إلى أن هذه الشركة تعد حاليا رائدة الاتصالات في بوركينا فاسو وتعد من بين أفضل الشركات في المنطقة.
وتسعى هذه الشركة لأن تكون نموذجا لشراكة جنوب-جنوب ناجحة وذات إشعاع في المنطقة وفي إفريقيا ككل، سواء على مستوى الأداء أو تنوع العروض المبتكرة.
وفي معرض حديثه عن استثمارات القطاع الخاص، قال السفير إن الشركات المغربية توجد ضمن أكثر الشركات اهتماما بسوق بوركينا فاسو، والتزاما بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
كما أبرز الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، حضور فروع البنوك المغربية في بوركينا فاسو، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالتجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية والبنك الشعبي، وذلك من خلال اقتناء حصة الأسد من بنوك “بنك أوف أفريكا” و”سي بي أ أو” و”البنك الأطلسي”.
من جانبها، استثمرت “مجموعة الضحى” المغربية أزيد من 30 مليون يورو لإقامة مصنع للاسمنت في واغادوغو، كفرع من شركة “إسمنت إفريقيا”. وسيمكن هذا المشروع من إنتاج حوالي 500 ألف طن من الإسمنت سنويا بهدف تغطية كامل الاحتياجات المحلية.
وأشار السيد بوعزة إلى أن هذا المصنع شرع في الإنتاج وينتظر أن يتم افتتاحه رسميا يوم غد الثلاثاء، مبرزا العدد الهام لفرص الشغل التي تخلقها مختلف هذه المشاريع.
كما تنشط شركات مغربية أخرى بقوة في بوركينا فاسو مثل “سهام للتأمين”، التي تأسست سنة 1999 كفرع لمجموعة كولينا، المصنفة ثانية في سوق التأمين بالبلاد، أو الشركة العامة للأشغال بالمغرب، والشركة الجديدة لأنابيب المياه وشركة “فابريليك” الفاعلة في مجال الكهرباء.
يشار إلى أن المغرب وبوركينا فاسو وقعا، في 29 يونيو 1996، اتفاقية تجارية ثنائية، إلى جانب اتفاقية لتشجيع الاستثمارات وحمايتها وقعت في 8 فبراير 2007، واتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي وقعت في 18 ماي 2012.
فضلا عن ذلك، تمثل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في بوركينا فاسو حوالي 8 بالمائة من حجم الاستثمارات المغربية بالخارج، وتغطي قطاعات مختلفة.وبدورها، تحضر وسائل الإعلام المغربية أيضا في بوركينا فاسو، من خلال +ليكونوميست دي فاسو+ التابعة لمجموعة “إيكو ميديا”، والتي ظهرت في بوركينا فاسو في 28 فبراير 2013 لتفرض نفسها كأول أسبوعية تجارية في البلاد، وكذا إذاعة “هيت راديو”، التي حصلت على رخصة البث في بوركينا فاسو.
كما يشمل التعاون المغربي البوركينابي، المتعدد الأوجه والنموذجي على كافة المستويات، قطاعات أخرى مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء والصحة والزراعة والتربية والتكوين والقضاء.
وأوضح السيد بوعزة، مع ذلك، أن مستوى التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ 30 مليون دولار خلال سنة 2013، لا يزال دون الإمكانات المتاحة بالبلدين.
وبخصوص التعاون جنوب – جنوب، قال السفير إن خطاب جلالة الملك محمد السادس في أبيدجان شكل خارطة طريق للعمل الذي يتعين القيام به، مؤكدا أن اهتمام المغرب بإفريقيا لا تمليه أسباب ظرفية، بل يمتد على المدى البعيد.
المغرب و بوركينافاسو نموذج لشراكة جنوب-جنوب ناجحة وذات إشعاع في المنطقة وفي إفريقيا ككل، سواء على مستوى الأداء أو تنوع العروض المبتكرة.
مملكتنا .م.ش.س