منتدى كرانس مونتانا مناسبة مثالية لإبراز الطابع المتعدد الأبعاد للاستراتيجية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تنتصر لرؤية طلائعية تجعل من صاحب الجلالة حامل لواء قارة إفريقية واثقة في مؤهلاتها، قارة تضع الفرد في صلب التنمية البشرية المتضامنة الممهورة بختم ملكي لأصالة الالتزام ونجاعة المنهج.
يشكل منتدى كرانس مونتانا، الذي ينعقد بمدينة الداخلة بين 12 و 14 مارس الجاري، مناسبة مثالية لإبراز الطابع المتعدد الأبعاد للاستراتيجية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تنتصر لرؤية طلائعية تجعل من صاحب الجلالة حامل لواء قارة إفريقية واثقة في مؤهلاتها، قارة تضع الفرد في صلب التنمية البشرية المتضامنة الممهورة بختم ملكي لأصالة الالتزام ونجاعة المنهج.
وبتجذره في التاريخ العريق للمملكة، يتميز الالتزام الملكي بمنهج دائم الحرص على بناء شراكات للتنمية والتقدم المتضامن لإفريقيا، تعززه المكانة الروحية لجلالة الملك التي تضفي على الاستراتيجية الإفريقية لجلالته بعدا فريدا، وتقويه القدرة على الامتداد التي ترتكز على ثلاثة محاور جيواستراتيجية أساسية، تتمثل في مسلسل الدمقرطة، والتنمية البشرية، واحترام الاختلاف والخصوصيات الثقافية.
وفي هذا الصدد، أكدت المجلة الأمريكية النصف شهرية “ناشيونال إنتريست”، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية والدفاع، أنه “بناء على هذه المبادئ الثلاثة الرئيسية والمتكاملة، يحمل المغرب خبرته ومعرفته للبلدان الشقيقة والصديقة بالقارة، مستفيدا في ذلك من امتداده الاقتصادي ومن شراكاته التنموية والمربحة للجميع”.
ومن جانبها، أشارت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، الواسعة الانتشار، إلى أن هذا الالتزام الراسخ، الذي يتميز بعراقته واستعداده دوما لخدمة القضايا العادلة والانشغالات الكبرى للقارة، “نابع من المكانة الروحية لجلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، وسبط النبي، إضافة إلى كثير من الفضائل التي تعطي مكانة خاصة لجلالة الملك في قلوب سكان المنطقة”.
ويرى عدد من المراقبين وصناع القرار الأمريكيين أن “الأمر يتعلق برؤية تحمل الأمل لحرية المبادرة والتغيير بإفريقيا”، مشيرين إلى أن الرؤية الملكية “تكشف زيف أسطورة تعتبر أن إفريقيا ما زالت تعاني من ماضيها الاستعماري، وبالتالي، فالقارة في حاجة إلى مساعدات أكثر من الفرص”.
وتضع المقاربة الملكية الإنسان الإفريقي في صلب الانشغالات وتجعله في الوقت ذاته الوسيلة والغاية لشراكات مربحة للجميع، ما فتأ جلالة الملك يدعو لها خلال جولاته المتعددة بإفريقيا، ولا أدل على ذلك الاستثمارات المباشرة الهامة للمغرب بغرب إفريقيا، خاصة في قطاعات البنوك والاتصالات والأسمدة.
ويقدم الخطاب المؤسس الذي ألقاه جلالة الملك في المنتدى المغربي الإيفواري بأبيدجان، إفريقيا باعتبارها “قارة كبيرة، بقواها الحية وبمواردها وإمكاناتها. فعليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية. ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة. لذا، فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا”.
وأضاف جلالة الملك “فقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية”.
أما في بعدها الديني والروحي، فقد حظيت الاستراتيجية الملكية بالإشادة من لدن المراقبين الدوليين باعتبارها حصنا منيعا ضد الجماعات الإرهابية، التي تتبنى إيديولوجيات “القاعدة” و”داعش”، والتي يشكل تقاطعها مع انفصاليي (البوليساريو) والعصابات الإجرامية العابرة للحدود تهديدا ليس فقط للأمن الإقليمي، بل أيضا لمصالح المجموعة الدولية قاطبة.
وقد تجسدت الاستراتيجية المتعددة الأبعاد لجلالة الملك بشكل جلي خلال مختلف الجولات الملكية بإفريقيا، والتي كانت تهدف أساسا إلى تشجيع الشراكات المربحة للجميع مع بلدان المنطقة، وإضفاء مبادئ النبل على التعاون جنوب – جنوب، الذي طالما كان جلالة الملك مدافعا قويا عنه.
ويشكل منتدى كرانس مونتانا تجسيدا بليغا للالتزام الإفريقي لجلالة الملك محمد السادس، ولا أدل على ذلك من خطاب جلالته أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الرسالة التي علقت بالأذهان بفضل قوة محتواها وأصالة الدفاع الملكي عن قارة إفريقية فخورة بتراثها اللامادي وبهوياتها المتعددة ومساهمتها في العبقرية العالمية.
وباختيار “التعاون جنوب – جنوب، حالة إفريقيا” كموضوع لهذه الدورة، يردد منتدى كرانس مونتانا صدى الخطاب الملكي الذي شكل تكريما للتطور التاريخي للقارة الإفريقية وعبقريتها الخلاقة والمبتكرة، قارة تنتفض اليوم أمام الصور النمطية، وتسعى إلى إطلاق العنان لمواردها البشرية، في إطار يشجع على المبادرة الحرة والتنمية المتضامنة.
الإستراتيجية المتعددة الأبعاد لجلالة الملك تجسدت بشكل جلي خلال مختلف الجولات الملكية بإفريقيا، والتي كانت تهدف أساسا إلى تشجيع الشراكات المربحة للجميع مع بلدان المنطقة، وإضفاء مبادئ النبل على التعاون جنوب – جنوب، الذي طالما كان جلالة الملك مدافعا قويا عنه.
مملكتنا .م.ش.س