المغرب يحتـفل بالذكرى 59 لتأسـيس القـوات المسلحة الملكـية

الخميس 16 أبريل 2015 - 11:58

تحتفل أسرة القوات المسلحة الملكية ومعها الشعب المغربي ، يوم 14 ماي من كل سنة ، بكل فخر واعتزاز ، بالذكرى الغالية لتأسيس هذه القوات .

والمغرب وهو يخلد هذه الذكرى، يستحضر العديد من المحطات المضيئة التي طبعت مسار مؤسسته العسكرية التي حرصت على امتداد تاريخها على تحقيق العديد من المنجزات .
وقد شهدت القوات المسلحة الملكية على امتداد سنوات الاستقلال تطورا نوعيا سواء من حيث التكوين والتدريب واكتساب المزيد من الخبرة، أو من حيث التأطير والكفاءة في استعمال أحدث التكنولوجيات المتطورة في المجال العسكري، وعلى مختلف المستويات البرية والجوية والبحرية.P1D2512448G_px_640_
فمنذ أن رأت النور سنة1956 على يد جلالة المغفور له محمد الخامس، ما فتئت القوات المسلحة الملكية تبرهن عن مهنية وكفاءة عالية ، متخطية دورها في الدفاع عن البلاد لتضطلع بمهام أخرى منها الانخراط في الاوراش الاجتماعية والاقتصادية وتقديم المساعدة خلال وقوع الكوارث.
وقد أثبت حماة الوطن حضورهم المتميز على الساحة الوطنية بالدفاع عن حوزة التراب الوطني ووحدة أراضيه، الى جانب اضطلاعهم بمهام ذات بعد إنساني في مناسبات عديدة، تأدية لرسالة اجتماعية جليلة . فكان الجندي المغربي سباقا ، لدى وقوع الكوارث، إلى الاستجابة للنداء الوطني ، بكل تفاني واستماتة .
فلازالت الذاكرة المغربية في هذا السياق تحتفظ بصورة الجندي المغربي الذي أبان عن التزامه بقيم الإيثار والتفاني والتضحية خلال عملية تافيلالت سنة1956 التي تم اطلاقها عقب احوال الطقس القاسية التي شهدتها اقاليم المنطقة الشرقية الجنوبية من المملكة خلال فصل الشتاء حيث ساهمت القوات المسلحة الملكية بكل إمكانياتها من خلال تجديد واقامة بنيات تحتية لفائدة الساكنة القروية بهذه المنطقة ، وكذلك الشأن خلال زلزالي اكادير سنة1960 و الحسيمة سنة2004 ، حيث تعبأت من أجل تقديم المساعدة للساكنة المنكوبة والمساهمة في إعادة بناء المدينة المدمرة .

وتظل ذكرى المسيرة الخضراء لحظة مشرقة في تاريخ المؤسسة العسكرية سواء على مستوى الإعداد اللوجيستيكي أو على مستوى التأطير والأمن والدعم والتموين والنقل والخدمات الاجتماعية المتنوعة.
وعلى المستوى القومي، لم يتخلف الجنود البواسل عن الموعد حيث يسجل لهم التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز مشاركتهم البطولية في حرب أكتوبر1973 في الجولان وسيناء.10151033706735142977828321423826
وعلى صعيد عمليات حفظ السلم، لم تتوان القوات المسلحة الملكية في أداء مهمتها على أحسن وجه من أجل استتباب الامن في مناطق التوتر في العالم . وكانت أول تجريدة أوفدها جلالة المغفور له محمد الخامس سنة1960 الى الكونغو لتتوالى بعدها المهمات الإنسانية في البوسنة وكوسوفو والصومال والكوت ديفوار وهايتي، وهي مشاركة تركت صدى طيبا لدى المنتظم الدولي.
وترسيخا لصورته كجيش عصري منفتح ، فتحت المؤسسة العسكرية أبوابها أمام الكفاءات النسائية متيحة لها آفاقا واسعة لاثبات الذات ولعب دور متميز في مختلف المصالح التابعة لها.
ويعود التحاق المرأة بصفوف الجيش إلى سنة1963 ، كطبيبة أو ممرضة أو مساعدة اجتماعية أو إدارية أو تقنية في القوات الجوية او الاتصال اللاسلكي. غير أن تعيين جلالة المغفور له الحسن الثاني لصاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم رئيسة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية ، أعطى زخما جديدا لدور المرأة داخل هذه القوات حيث أصبحت تتدرج في رتب عسكرية عليا مكنتها من الوصول الى رتبة كولونيل ماجور . وبذلك تمكنت المرأة من إثبات حضورها وتقديم قيمة مضافة داخل القوات المسلحة الملكية فضلا عن مشاركتها النشيطة في العمليات الإنسانية الدولية.
ووعيا من القوات المسلحة الملكية بأهمية تطوير البعد المعرفي ومجال البحث خاصة في التاريخ العسكري، تم تأسيس اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، بقرار سام من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني في22 اكتوبر1996 ، وأحدثت من طرف جلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بالظهير المصادق عليه في ماي2000 .
وتضطلع هذه اللجنة بحماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في مجال التراث العسكري وانشاء بنيات لحماية هذا التراث وإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع مجموعة من الدول في هذا المجال من أجل تبادل التجارب.
لقد حققت مؤسسة الجيش الملكي مكتسبات هامة على طريق تحديث وتأهيل القوات المسلحة الملكية مدعومة بالعناية الخاصة التي يوليها لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ومستنيرة بتعليمات جلالته الذي كان قد دعاها بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيسها الى “ولوج الخمسينية المقبلة، مسلحين بتكوين عسكري محكم، يشمل جميع ميادين المعرفة، وينفتح على كل الاختصاصات”.
وقال جلالته “عليكم أن تتشبثوا بمقومات التحديث، وجودة التأطير، والتحكم في أساليب التخطيط، والتحضير والبرمجة داخل المؤسسات العسكرية، التكوينية والعليا ، لتتمكنوا أكثر من استيعاب ما يعرفه المجتمع الدولي من تغييرات وتحولات متسارعة، وما تعيشه منظومته، من تداخلات وتعقيدات متزايدة”.

مملكتنا .م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

السبت 4 نوفمبر 2023 - 17:10

ذكرى المسيرة الخضراء .. ملحمة وطنية غراء لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة

الأحد 13 أغسطس 2023 - 13:02

الذكرى الـ 44 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، مناسبة لتأكيد التمسك الراسخ للشعب المغربي بمغربية الصحراء وبالوحدة الوطنية والترابية

الأحد 18 يونيو 2023 - 22:34

عيد الأضحى المبارك بالمغرب يوم الخميس 10 ذي الحجة 1444 هـ الموافق 29 يونيو 2023 م

الخميس 8 سبتمبر 2022 - 15:49

شخصيات دينية اسلامية ومسيحية تشيد بالدور الرائد لجلالة الملك في الدفاع عن الطابع الخاص لمدينة القدس