زيارة جلالة الملك حفظه الله إلى الأقاليم الصحراوية إشارة قوية على أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها
أفادت مصادر إعلامية بأن العاهل المغربي الملك محمد السادس يعتزم زيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة وبالتحديد مدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.
وأكدت نفس المصادر أن العاهل المغربي سيُطلق مخططا تنمويا جديدا في الأقاليم الصحراوية وسيقوم بتدشين العديد من المشاريع.
وحسب موقع “اليوم 24” المغربي، فإن الملك سيعلن حزمة من الإجراءات الجديدة ذات الطبيعة التنموية في الصحراء، مضيفا أن الملك سيطلق من العيون النسخة الجديدة من وكالة تنمية الأقاليم الصحراوية، وستكون الهيئة الجديدة أكثر اتساعا من حيث نطاق تدخلها الجغرافي، وأكثر نفوذا من حيث الصلاحيات التي ستسند إليها.
وفي هذا الشأن قال رحال المكاوي المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية داخل حزب الاستقلال، في تصريحات لـ”العرب”: إن “الزيارة المرتقبة للعاهل المغربي للأقاليم الصحراوية واختيار لمدينة العيون لخطاب المسيرة الخضراء، هو بالدرجة الأولى إشارة قوية يريد من خلالها الملك التأكيد على أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”.
وأضاف المكاوي، أن هذه زيارة الملكية للأقاليم الجنوبية للمغرب، ستقف بالأساس عند حصيلة الإنجازات والمشاريع التنموية التي حققها المغرب في الأقاليم الصحراوية والتي انطلقت منذ سنوات، بالإضافة إلى العمل بشكل رسمي على تفعيل نظام الجهوية المتقدمة وتدشين المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الكبرى الموجودة على قائمة المخططات التنموية للعاهل المغربي من أجل النهوض بالمستوى التنموي لهذه الأقاليم.
ورجح المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية داخل حزب الاستقلال، إلى أن الخطاب الملكي سيأتي حافلا بالمفاجآت السارة للشعب المغربي عامة ولساكنة هذه المناطق بصفة خاصة، كما أن هذا الخطاب يمكن أن يحمل في طياته قرارات ملكية جد مهمة ستؤثر بشكل إيجابي ومباشر وفعال على الأمة المغربية.
وبدأت قضية الصحراء المغربية سنة 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الأسباني بها حين نظم العاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني، “المسيرة الخضراء”، وهي مسيرة شعبية سلمية، شارك فيها حوالي 350 ألف مغربي، لكن بمجرد جلاء الاحتلال الأسباني عن منطقة الساقية الحمراء، وتسليمها منطقة وادي الذهب لموريتانيا، دخلت البوليساريو في حرب ضد الرباط ونواكشوط، لمحاولة السيطرة على المنطقتين.
وفي العام 1979 انسحبت موريتانيا من وادي الذهب لصالح الإدارة المغربية، ليستمر النزاع المسلح بين البوليساريو والرباط إلى حدود سنة 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وبادر المغرب باقتراح الحكم الذاتي في الصحراء كحل لإنهاء النزاع، يمنح الإقليم حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية. وقد لاقت هذه المبادرة دعما دوليا واسعا غير أنّ إصرار جبهة البوليساريو على خيار الاستقلال ورفضها التفاوض حول المقترح المغربي، تسبب في تصاعد الأزمة السياسية .
مملكتنا.م.ش.س