قال الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف، اليوم الجمعة بالصخيرات، إن النموذج المغربي في التدين وضبط مؤسسات التعبد الجماعي بات “قبلة” و”ملاذا” لكل من يعنيه أمر استتباب الأمن المعنوي في دياره.
وأضاف السيد يسف، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة الخريفية العادية ال 19 للمجلس العلمي الأعلى، التي حضرها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، أنه لا سبيل إلى إمام المسجد الضابط للأمن الروحي فيه، وتمنيعه من الغلو والتطرف والتشدد، إلا في ديار المغرب “التي جمع الله فيها قلوب أهلها على ثوابتهم الدينية والوطنية، بما في ذلك بلدان كانت قبل اليوم محصنة بعلم علمائها الذين كانوا ملء سمع العالم الإسلامي وبصره، اخترق الإرهاب حماهم، واستولى على حصونهم، وتغلغل في النسيج الاجتماعي لساكنة بلدهم”.
وسلط السيد يسف الضوء على الشهرة التي اكتسبها النموذج المغربي في معالجة ظاهرة الإرهاب، والتي جعلت الثقة به “تخترق الآفاق لتنزل في قلب المنظمات الدولية المسؤولة” عن مناهضة الإرهاب، مذكرا، في هذا الصدد، بدعوة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية من لدن مجلس الأمن ليتحدث للعالم عن هذه التجربة الرائدة، وحضور المجلس العلمي الأعلى في شخصه وفي متن المحاضرة.
من جهة أخرى، توقف السيد يسف عند إشعاع المغرب في إفريقيا، مشددا على أن المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة اليوم لدى البلدان الإفريقية إنما هي “بعث لذلك القديم، وإحياء لماض سبق وأن وضع سلفنا حجر زاويته في تلك الأرض الطيبة، واستنبتوا فسيلته في تربتها الزكية، فأورقت وأزهرت وأثمرت، ثم خمدت جذوتها بعد حين بفعل عوامل الزمان، وتعاقب تصاريفه”.
“لكن وميضها”، يضيف السيد يسف، “لم ينطفئ حتى هبت عليه نسمات من ريح الصبا آتية من الماضي البعيد، على جناح الأثير المصاحب لموكب الإمامة العظمى، بقيادة سليل النسب الشريف، أمير المؤمنين محمد السادس، الذي حل بالديار الإفريقية في رحلة ميمونة، لم تشغلها قضايا الحاضر ومستعجلاته عن النظر في ما وراء ذلك الحاضر والنبش في المخزن العميق من الموروث المشترك الذي تحرك منبعثا”.
وأكد أن انبعاث هذا الموروث المشترك تجسد في أناشيد الحب التي صدحت في “هتافات الجماهير الشعبية احتفاء بمقدم زائر ليس كباقي الزائرين، وفي مناجاة روحية وجدانية تجلت فيها قوة الماضي المشترك الذي بقي ساكنا بين حنايا الضلوع، في انتظار موعد اللقاء الذي جاء في إبانه ليعيد للحياة سيرتها الأولى”.
وتعكف لجن المجلس خلال هذه الدورة، التي تعقد على مدى يومين بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس العلمي الأعلى، على دراسة القضايا المدرجة في جدول الأعمال والذي يشمل المصادقة على ميزانية المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية برسم عام 2015، وإعداد برنامج العمل السنوي لعام 2015.
كما يشمل جدول أعمال هذه الدورة تدقيق النظر في ملف محو الأمية على ضوء مقترحات الدورة السابقة، وصياغة ورقة صالحة لجميع المجالس العلمية المحلية، ودراسة موضوع البحث العلمي وإحداث لجنة دائمة تسهر على البحث والتأليف والترجمة والنشر، وتقديم عروض حول تجربة المجالس العلمية في التواصل مع المؤسسات التعليمية.
مملكتنا . م.ش.س