حبيب خمالي يطرح وصفة لإنقاد الإقتصاد من مقصلة إعدام كورونا
محمود هرواك
مراكش ـــ حذر الإطار الشاب محمد حبيب خمالي خريج المدرسة العليا للتسيير في بحث صدر حديثاً و نشر على موقع Limked in؛ مما اعتبره ضبابية ترافق الوضع الإقتصادي الراهن، و يعود ذلك إلى مجموعة من العناصر التي ذكرها بالتفصيل منطلقا من الأرقام الحالية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط المرافقة لجائحة كوفيد 19 و التي اعتبرها مخيفة و باعثة للقلق مما يضع النسيج الإقتصادي المغربي في تحد كبير لتجاوز ما سماه الإنكماش الحالي.
و توقع الباحث بسلك الدكتوراه في تخصص التسيير و التدبير اختلالا في الميزان الإقتصادي العالمي الذي سيرخي حتما بظلاله على الوضع المغربي، هذا الأخير بات مهددا بعدما تضررت فيه بشكل كبير 72 % من المقاولات الصغرى و 26 % من المقاولات المتوسطة مما أضاع ما يقارب 245000 وظيفة و فرص شغل.
و بحسب حبيب خمالي فإن الأزمة العالمية الحالية كشفت ضعف و تخبط و هشاشة نظام اقتصادي كان إلى الأمس القريب يعتقد أنه غاية في القوة و المثانة، فكيف السبيل إذن إلى إعادة قطار الإقتصاد إلى سكته الصحيحة ؟ و ماهي الإستراتيجية الأمثل لاستئناف مرحلة مابعد كورونا اقتصاديا؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة و اقتراح حلول ناجعة ينطلق في بحث طالب سلك الماستر لهندسة التدبير الصناعي بكل من مدرسة المعادن بباريس و جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات ببن جرير من تركيز الجهود على إعادة بناء جديد يراعي تقييما موضوعيا يعدد نقاط القوة و الضعف في المنظومة المالية و الإقتصادية و ارتباطها بكل ما هو اجتماعي و ذلك بغية استشراف السيناريوهات المحتملة قبل تعافي جميع المصابين لتسريع الإنعاش السريري للإقتصاد الوطني.
و يدعو الشاب حبيب المعروف بريادته في الفعل الجمعوي و السياسي في الأوساط الشبابية إلى بدل مزيد من الجهد للإضطلاع بدور جماعي يجعل من التعليم و الصحة و القطاعات الإجتماعية رافعة للتنمية في علاقتها مع الإقتصاد عوض المنطق التفضيلي القديم الذي انجلى عنه غبار العيوب. و في هذا الصدد تبرز مجموعة من التوصيات الرامية لإعادة عجلة التنمية الإقتصادية للدوران و التي ترتكز بالأساس على حلول سياسية تراعي الخصوصية المغربية و سلوك المستهلك الذي يتميز عن غيره و تختلف نمطياته حسب التوزيع الجغرافي و المستوى المعيشي.
هذا و لم يفت الباحث بسلك الدكتوراه التنبيه إلى حاجة الإقتصاد المغربي الماسة الإعتماد على التصنيع بالموازاة مع السيرورة الفلاحية التي عرفت انتعاشة ملحوصة في السنوات الماضية لتحقيق نمو في العمود الفقري للإقتصاد.
و يعزو خمالي ذلك إلى التنوع في قيمة الإقتصاد المغربي المضافة و مناخه و ثرواته ضاربا المثل بالشقيقة موريتانيا التي تبيع زبر الحديد ب90 دولارا للطن و محيلا في الحالة المغربية إلى المركز الشريف للفوسفاط الذي ضاعف من أرباحه في السنوات الأخيرة بإنتاج كميات مهمة من الحامض الفوسفوري و منتجاته الخام داعيا لاستغلال الثروات الوطنية بشكل جيد و مناسب و مشددا على ضرورة الإهتمام بالرأس مال اللامادي و الإستثمار في العنصر البشري حتى نؤهل الإقتصاد المغربي للعب دور طلائعي و تنافسي على المدى المتوسط و البعيد صناعيا الشيئ الذي لا يمكن أن يتأتى بحسبه إلا بإعمال استشراف و توقعات سريعة و جد مضبوطة.
و يختم “خمالي” بحثه الذي يعتبر منتوجا فكريا مهما و إضافة نوعية قيمة للبحوث الإقتصادية الجماعي بتوصية اعتماد نمط التفكير الحديث “Making Buisness” لتشجيع النظم المقاولاتية مثل “NTILAKA” البرنامج المسطر الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس و الذي مكن لحدود اليوم من إنشاء و تتبع 1090 مقاولة تنافسية و توفير 2211 من فرص الشغل.
مملكتنا.م.ش.س