الرباط – أكد مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية، اللواء رشيد الحمري، اليوم الأربعاء بالقنيطرة، أن العرض التكويني للمعهد يروم إعداد رجال سلطة قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وقال اللواء الحمري، في كلمة بمناسبة حفل تخرج الفوج الستين للسلك العادي لرجال السلطة، الذي ترأسه وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بالمعهد الملكي للإدارة الترابية، بحضور عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، إن “برنامج التكوين بالمعهد يعتمد على المساءلة المستمرة للذات من أجل التطور والتأهيل المتجدد لعرضه التكويني حتى يتمكن من إعداد رجال سلطة قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، جاعلا دائما من بناء الهوية القيادية للمتدربين محورا لهندسته البيداغوجية”.
وأضاف أنه، من هذا المنطلق، تم العمل على تعزيز علاقة المتدرب بالمعهد بواقعه من خلال استهداف قدرته على الرؤية الشاملة والبحث والاستباقية، وتقوية وتعضيد علاقته بنفسه من خلال العمل على هويته واستقلاليته وعزيمته، فضلا عن تعزيز علاقته بالآخرين، وخاصة صقل مهاراته التواصلية والرفع من قدراته التفاعلية.
وقال اللواء الحمري إن دبلوم المعهد الملكي للإدارة الترابية ليس مجرد شهادة، بل هو تتويج لمسيرة تبرز بجلاء الصفات الفكرية والمهنية والإنسانية للمتخرج، مبرزا أن هذا الدبلوم يهيئ المتدرب ليصبح رجل سلطة متعدد المهارات والمهام، وقادرا على العمل الدؤوب والمخلص في شتى ربوع الوطن، ومستهدفا خدمة المواطن في المقام الأول.
واعتبر أن هذا الدبلوم يمثل في جوهره شكلا من أشكال الثقة في مصداقية المعارف والعلوم التي يوفرها المعهد وجدية مرجعيتها، والالتزام من المتدرب ببذل أقصى الجهود لتحقيق التطلعات المنشودة، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أنه على المستوى السلوكي، يهتم هذا النوع من التأطير بدفع المتدرب إلى التطوير الذاتي لملكات التنظيم والانضباط وضبط النفس واليقظة في تدبير برنامجه وأنشطته اليومية بالمعهد، ابتداءا من التفاصيل الصغيرة، ووصولا إلى تحمل المسؤولية الفردية والجماعية في مهام قيادة الفريق خلال التداريب الميدانية، وتمارين الجغرافيا الجهوية، والمناورات العسكرية.
ولفت الى أنه في ما يتعلق بالتأهيل المعرفي والمهاري، وفي إطار الملاءمة المستمرة للعرض التكويني للمعهد وجعله مواكبا لأحدث مجالات التكوين على المستوى الدولي والمرتبطة بفن القيادة، فقد تم تطعيم برنامج التكوين بمواد جديدة تسعى إلى تأهيل شخصية المتدرب لفهم أعمق الطبيعة البشرية، لكي يكون أكثر استعدادا لاستيعاب وفهم الفاعلين في حيطة وأكثر دقة في المواكبة والاستجابة لحاجيات المواطنين.
من جهة أخرى، سجل اللواء الحمري أن خدمات المعهد الملكي للإدارة الترابية تعززت هذا الموسم باستقبال الفوج 11 من مفتشي الإدارة الترابية، والبالغ عددهم 20 متدربا يتم تكوينهم في نفس ظروف نظرائهم من السلك العادي لرجال السلطة، إضافة إلى فوج من مندوبي الإنعاش الوطني والبالغ عددهم 21 ضابطا، علاوة عن احتضانه لدورات تكوين لفائدة 131 رجل سلطة ممن تمت ترقيتهم لمهام عليا.
واعتبر المسؤول أن تكوين فوج من أعوان السلطة والموظفين من أجل تأهيلهم لمزاولة مهام خليفة قائد شكل إحدى أهم الدورات التكوينية التي نظمها المعهد، حيث بلغ عدد الناجحين بهذا السلك هذه السنة 240 متدربا تم تعيينهم بمهام خليفة.
وخلص مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية إلى أن المعهد يؤكد التزامه الثابت بمواصلة مسيرته الريادية في تقديم تكوين عالي الجودة متسم بالشمولية والاستجابة الدقيقة للاحتياجات المتغيرة، وتوفير كافة الشروط الضرورية وتهيئة البيئة الملائمة لإعداد أجيال من رجال السلطة، قادرة على النهوض بالمسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقهم بكفاءة واقتدار، والمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية والتقدم.
يذكر أن نتائج الاختبارات النهائية للفوج الستين من السلك العادي لرجال السلطة، الذي يضم 113 متخرجا ومتخرجة، سجلت معدلا عاما سنويا بلغ 15.76، في حين بلغ أعلى معدل فردي 18.00، وأدنى معدل فردي 13.89.
وتخللت هذا الحفل مراسم توزيع الشهادات على المتفوقين، وكذا تقديم استعراض عسكري من طرف المتخرجين.
