Advertisement
Advertisement

الأجيال الصاعدة تستكشف عوالم الفن والإبداع في ورشات معرض كتاب الطفل والشباب 2025

الخميس 13 نوفمبر 2025 - 22:09

الدار البيضاء – يواصل المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، الذي تقام فعاليات دورته الثالثة ما بين 8 و16 نونبر الجاري بالدار البيضاء، الوفاء لفلسفته كموعد ثقافي وفني متجدد، يفتح نوافذ الحلم أمام الأجيال الصاعدة، ويمنحهم فرصة لاكتشاف عوالم الإبداع والفن والتعبير.

ويأتي تنظيم هذه الدورة في سياق يتزايد فيه الاهتمام بترسيخ ثقافة القراءة والإبداع في صفوف الناشئة، وإتاحة فضاء للتلاقي بين المبدعين الشباب والكتاب والفنانين والناشرين، في أجواء تربوية ملهمة تعزز القيم الجمالية والمعرفية لدى الأجيال الجديدة.

فبين رفوف الكتب وفضاءات الورشات والعروض الفنية، يجد الأطفال والشباب أنفسهم في قلب تجربة فريدة تجمع بين المتعة والمعرفة، وبين الكلمة والصورة، لتصوغا معا احتفاء نابضا بخيال الطفولة وطاقات الإبداع.

وفي تجربة غنية تسعى إلى تقديم المعرفة في قوالب فنية وجمالية تشجع الأجيال الناشئة على اكتساب المهارات العلمية والأدبية، وتفتح أمامهم آفاق الابتكار والإبداع، تحتضن هذه التظاهرة 8 فضاءات تضم 17 ركنا مخصصا لورشات وأنشطة موجهة للأطفال والشباب.

وفور أن تطأ القدم فضاء المعرض، يلفت الأنظار ذاك الشغف الذي يغمر الزوار، أغلبهم من الأطفال والشباب، وهم يتقاطرون على مختلف الورشات المفتوحة التي تحولت إلى واحات حية يتلاقى فيها الخيال بالمعرفة، وتنصهر الكلمة بالمخطوطة والصوت بالصورة.

وبين أروقة هذه الورشات المفعمة بالحياة، تمتد صفوف المشاركين بلهفة لا تخطئها العين، في مشهد يجسد عطش الأجيال الجديدة إلى الاكتشاف والإبداع، ويؤكد أن دورة هذه السنة نجحت في ملامسة جوهر الحلم والدهشة في عيون الصغار والكبار على السواء.

وفي خضم هذا الزخم الإبداعي، يبرز رواق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ضيفة شرف هذه الدورة، كفضاء نابض بالحركة والتفاعل. فقد تحولت جنباته إلى خلية نحل حقيقية، يتقاسم فيها المؤطرون والأطفال لحظات من الحوار والتعلم داخل ورشات موضوعاتية تروم تعزيز الوعي بحقوق الطفل وترسيخها في أذهان الأجيال الصاعدة.

وفي هذا الصدد، قال ياسر الهلالي، عضو اللجنة التشاركية لليافعين والشباب بـ”يونيسف” المغرب، إن مشاركة المنظمة في هذه الدورة تأتي امتدادا لحضورها الدائم في المعرض، من خلال رواق مخصص للأطفال والزوار للتعريف بحقوق الطفل وواجباته، وكذا بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرواق يحتضن أنشطة وورشات تفاعلية، منها ورشات للرسم، وأخرى موجهة لليافعين تتناول بشكل أعمق سبل ممارسة حقوق الطفل في المغرب وكيفية صياغة الاتفاقيات المرتبطة بها، مبرزا أن هذه المبادرات تسعى أيضا إلى تعزيز وعي الأطفال بقضايا البيئة والصحة العامة.

وسجل أن الأطفال يبدون تفاعلا كبيرا مع رواق “اليونيسف”، حيث يتيح لهم فرصة التعرف عن قرب على أعمال المنظمة وبرامجها، والاستفادة من معلومات قيمة حول حقوقهم وسبل حمايتها.

وغير بعيد عن هذا الفضاء النابض بالحياة، يلفت رواق منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الأنظار ببرنامجه الغني بالأنشطة والورشات التفاعلية التي تجمع بين الترفيه والتعلم والمشاركة الإبداعية.

ويشكل هذا الرواق محطة جذب للأطفال واليافعين بفضل تنوع فقراته المستوحاة من مجالات اشتغال المنظمة وأهدافها التربوية والثقافية، من قبيل ورشة “تفاعل بأمان: نلعب ونتعلم كيف نكون أذكياء إعلاميا”، وورشة “فكر – اكتب – غير”، وهي تجربة تعبيرية يدون فيها الصغار رؤاهم وأفكارهم حول مستقبل الثقافة، لتعرض إبداعاتهم ضمن لوحة رمزية بعنوان “رؤيتي لعالم الغد”.

وفي هذا الإطار، أوضح محمد الأنصاري، المكلف بجناح “إيسيسكو” في المعرض، إن الرواق يحتضن عددا من الورشات الهادفة إلى تشجيع الأطفال على القراءة والكتابة والإبداع، من بينها ورشة يعرض خلالها على المشاركين صورة يطلب منهم تأليف قصة قصيرة مستوحاة منها، تعبيرا عما توحيه لهم من أفكار ومعان.

وأضاف أن ورشة أخرى تحت عنوان “قصص وصور حول العالم” تتيح للأطفال فرصة التعرف على معالم عالمية والتعبير عنها بأسلوبهم الخاص، مبرزا أن الأطفال يتجاوبون بشكل كبير مع هذه الأنشطة التي تمزج بين التعلم واللعب والمتعة، وهو ما يسهم في خلق بيئة تعليمية محفزة تجمع بين المعرفة والخيال.

أما التلميذ محمد أمين رضا الله، فاعتبر مشاركته في هذه الورشة تجربة فريدة أعادته إلى زمن البساطة وجمال الحياة القديمة كما تحكيه الأمهات والجدات: “حيث لا هواتف ولا إنترنت، فقط دفء العلاقات والذكريات الجميلة”.

وتابع أن الورشة أتاحت له ولزملائه وصف تلك المشاهد والتعبير عنها بالكلمات والجمل، والغوص في عمق معانيها وما تحمله من قيم إنسانية أصيلة.

ولا تهدأ الحركة داخل المعرض، فكل زاوية من فضاءاته الرحبة تنبض بالحياة، حيث تصطف طوابير من الأطفال بلهفة في انتظار دورهم للمشاركة في إحدى الورشات التعبيرية. ومن بين هذه الفضاءات التي تحظى بإقبال لافت، يبرز فضاء “مسار النجوم”، الذي تحول إلى قبلة لعشاق المعرفة والاكتشاف.

وعن أهداف هذه الورشة، قال منشطها وسيم علواني، إن هذا الفضاء التفاعلي يتمحور حول مفهومي المعنى والأصالة، ويسعى إلى غرس قيم التعلم وروح الفريق لدى الأطفال من خلال ألعاب تربوية هادفة، مضيفا أن الورشة تتيح للمشاركين اكتساب مهارات تطوير الذات وطرق البحث عن المعرفة بأسلوب ممتع يقوم على التعلم عبر اللعب.

وعن تجاوب الزوار مع ما تقدمه ورشته، أشار علواني إلى أن الأطفال أبدوا تفاعلا كبيرا معها لما توفره من تجربة تعليمية تجمع بين التسلية والفائدة وتنعكس إيجابا على حياتهم اليومية.

بدورها، أعربت التلميذة صفاء حمدون، التي تتابع دراستها بالمستوى السادس ابتدائي، عن سعادتها بالمشاركة في هذه الورشة، مؤكدة أنها جاءت إلى المعرض لاكتشاف آخر الإصدارات في عالم النشر، واستفادت من معلومات جديدة ومفيدة، إلى جانب استمتاعها بألعاب ترفيهية ممتعة أضفت أجواء من الفرح والتفاعل بين المشاركين.

يجمع زوار هذا المعرض، من مختلف الشرائح العمرية، على أن الورشات التفاعلية، أضحت أكثر من مجرد فضاءات للمتعة والترفيه، إذ تحولت إلى أدوات تعليمية غنية بالتجارب المعرفية والفكرية، تعرف إقبالا واسعا من الأطفال واليافعين. ووفرت لهم فرصة لاكتشاف عالم الكتب والفنون بأسلوب مبتكر وممتع، ومكنتهم من صقل مهاراتهم، وتعزيز وعيهم بحقوقهم وواجباتهم، وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم بحرية.

مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع

Loading

Advertisement

مقالات ذات صلة

الجمعة 14 نوفمبر 2025 - 18:04

سماء البحث العلمي تزداد نجوماً .. والدكتور زهير زين العابدين يلمع بإشعاعِ عِلْمٍ يزهو برجاله

الجمعة 14 نوفمبر 2025 - 16:48

مجلس النواب يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2026

الجمعة 14 نوفمبر 2025 - 13:30

عمالة مراكش .. إطلاق لقاءات التشاور حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة

الخميس 13 نوفمبر 2025 - 21:34

إقليم خنيفرة .. تخليد الذكرى الحادية عشرة بعد المائة لمعركة لهري الخالدة