هجر الهجر هجرانا و هجيرا فما كان منا إلا أن استكنا صبرا غير جميلا
لبنى الجود
كلمني عن الحرية و أنت تنظر إلي بعينين متقدتين سعيرا
كلمني عن الأجساد و التراضي
كلمني عن حقوقي و احتياجاتي
و سأكلمك عن العبث و الإستهزاء
أي حرية هي؟
و أي جسد هو؟
و أي تراض؟
حين أجد نفسي بدل الإكتواء بنار العشق
ترتعد مفاصلي على أرضية ملساء باردة شمطاء
أي نحن مما تتغنون به ؟
هل نحن أحرار
أم نحن جوار ،
عبيد في سوق نخاسة
مزركشة ساطعة الأنوار
سراحنا مشروط
و لا نعرف الشروط
فنرتعد و نخاف
و هذا ما تريدون
و هذا ما تبتغون
خافي خافي يا حواء
و لا تتبعي سحر الأهواء
فإن غرك الغرام
فكري في هذا الكلام :
حين تحملين مولود العار
لن يكون بيدك أي قرار
أم عازبة…
أو سجينة غائبة
إني خيرتك فاختاري
ما بين النوم على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
يقول كاظم القيصر
و أقول:
إني خيرتك فاختاري
ما بين النوم على الأرض
أو في طيات الخزي و العار
في حين تقوم بعض الجمعيات و فاعلي المجتمع المدني بالصراخ و التنديد، بين من يعزو ” الملف” للمكيدة البوليسية التي تئد حرية التعبير ، و بين مؤيدي الحرية الجنسية، و الحرية ” الحملية”
أقف و برأسي تساؤلات لم أجد لها إجابات :
أو ليس هو قانون؟مخطوط في دستور, أيدتم بقائه في إطار المجتمع المحافظ الذي نحن هو ، أو هكذا نحب أن نظنه؟
لما الجري وراء الإستثناءات؟
بين داحض جملة و تفصيلا للفعل أو الجرم ” الرحمي” الذي لا يغتفر, متحججا تارة بعدم حدوثه أساسا، و تارة أخرى بمشروعية زواج كانت الفاتحة و الشهود محلليه؟
و بين مستشيط, راكب على أمواج الحدث، لإثارة مواضيع متعلقة بحرية الجسد، و التكاثر و التناسل و التحضر و الحقوق و الصكوك…
في حين يرفض الأول تعديل قانون الحريات، راكضا مع ذاك وراء تبريرات لتمرير إستثناءات…إستثناءاته !
لا يحرك الثاني ساكنا حين يكون الحل هو ممارسة حقه في دعم أحزاب سياسية قادرة و عازمة على تمرير قوانين داعمة للحريات الفردية و حل الإشكالية!
أفكر مطولا…و في كل حين، أصل إلى نتيجة أن الأول و الثاني ماهرون في التمثيل.
أدوار هي تجسدهم، و تعبر عنهم
أخذ ورد
شد و جذب
و حواء هي الحبل الصامت المستكين
بين من يريد تغطيتها
و من يريد تعريتها
بين من يريد سترها
و من يريد استعراضها
لم سينهون لعبة هي أصل وجودهم
أرض ملعبهم و تسليتهم…
لا مصلحة و لا نفع عندهم في إيجاد حل
فإن وجد الحل
اختفى المشكل
و ماذا هم فاعلون بدون المشكل؟
ما الغاية من وجودهم؟
إن لم تكن تحقيق ذاتهم.
و في هذه الأثناء
تبقى حواء و جسد حواء
أكبر إشكاليات المجتمعات
إسلامية و عربية
شرقية و غربية
في انتظار أن نرقى بأنفسنا
ونعرف أن النضال لا يوجد بين الأفخاد
بل هو قيمة و ثقافة و سمو الأفراد
لك مني التحية و السلام
يا مجتمع الرياء و البلاء
يوما ما ستنتفض حواء
و يصل الغضب عنان السماء
فعيثوا في أجسادنا فسادا و جورا
احكموا و تحكموا و قيدوا و غللوا
و أعطونا حقوق فتات الخبز بعد ولائمكم
و اغدقوا علينا من نضالكم
و دافعوا عنا و أنتم لا تدافعون إلا عن مصالحكم.
سيأتي يوم …
ستثور فيه حواء على مستعمري حواء
فتستقل و تتحرر
فإن أرادت طرقت بابك
و إن لم ترد صدت ودادك !
مملكتنا.م.ش.س