تحيي أسرة الأمن الوطني يوم السبت بمختلف المناطق الإقليمية للأمن بجهات المملكة، إحتفالات بمناسبة الذكرى ال 59 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.
ففي السادس عشر من ماي 1956 تأسست أسرة الأمن الوطني من طرف جلالة المغفور له محمد الخامس،طيب له ثراه، ، تفضل المشمول بعفو الله ورضوانه، الملك محمد الخامس بوضع خاتمه الشريف على الظهير المؤسس للمديرية العامة للأمن الوطني، إيذانا بإحداث مؤسسة مكلفة بالمحافظة على الأمن والنظام العامين، وصون الحقوق الفردية والجماعية، وضمان الفضاء الملائم للتمتع بالحريات، واضعا بذلك تغمده الله برحمته، إحدى اللبنات الكبرى لبناء الصرح المؤسساتي للمغرب الجديد، مغرب قوامه الحرية والاستقلال، وسنده الالتحام الوثيق بين العرش والشعب، ومبتغاه الرقي والازدهار.
وعلى امتداد العقود المنصرمة من تاريخ المديرية العامة للأمن الوطني، ظلت هذه المؤسسة الوطنية دائما محطّ عناية خاصة ورعاية فائقة من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه. تلكم العناية الملكية التي تم تجسيدها في عصرنة الهيكلة الإدارية للمصالح المركزية واللاممركزة للأمن الوطني.
وها هي تلك العناية السامية تتواصل باستمرار في عهد مولانا المنصور بالله، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعز الله أمره، متمثلة في سابغ عطفه وجميل رعايته اللذين ما فتئ يحيط بهما هيئة الأمن الوطني، نساءً ورجالا، عاملين ومتقاعدين، من أجل تحسين الوضعية المادية والاجتماعية لهم، وما تفضلُ جلالته بمنح اسمه الشريف لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني سوى خير تعبير عن موصول رعايته، وموفور عطفه، لأسرة الأمن الوطني، ومتمثلة أيضا في توجيهاته السامية القاضية بتحديث وسائل العمل لمواكبة التطور الحاصل في المجتمع، ورفع التحديات الأمنية في عهد العولمة الكاسحة، بفعل التطور السريع المضطرد لوسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة التي حطمت الحدود، واختزلت المسافات، وجعلت من العالم اليوم قرية صغيرة، وما أفرزته من ظواهر إجرامية جديدة، أو ساهمت في تطور الجريمة بكل أشكالها.
احتفالاتها بذكرى تأسيس الامن الوطني والتي تحل يوم غد السبت، دلالات عميقة لدى الشعب المغربي عامة، وأسرة الأمن الوطني على وجه الخصوص، وتشكل مناسبة لاستحضار الدور الهام الذي يقوم به رجال الأمن من التحديات التي رفعتها المصالح الداخلية والخارجية للمديرية العامة للأمن الوطني، في مواجهة الجريمة والانحراف، بغاية استتباب الأمن والنظام العام، والحفاظ على الأرواح، وصيانة الممتلكات، وصون الحريات الفردية والجماعية، والالتزام بحقوق الإنسان، كما هو متعارف عليها كونيا.
لقد تميزت السنة الماضية وبداية هذه السنة، بالتعاون الوثيق والملموس الذي أبدته مختلف القطاعات العمومية والخصوصية، من أجل تدعيم العمل الأمني بكل تجلياته. حيث انعكس ذلك إيجابا على الرفع من أداء مختلف مصالح الأمن الوطني. وإن أسرة الأمن الوطني بهذه المناسبة، لتتقدم بالشكر الجزيل لهذه الفعاليات، وتجدد العهد على مواصلة أداء واجبها والانضباط والتعبئة واليقظة والدفاع عن أمن واستقرار الوطن والمواطنين والالتزام التام بسيادة القانون وحماية مؤسسات البلاد ومقدسات المملكة وثوابتها الراسخة وفاء لشعارنا الخالد : الله – الوطن – الملك.
حفظ الله مولانا الإمام جلالة الملك محمد السادس راعي الأمة والساهر على استقرار البلاد وعزها وكرامتها، بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير السعيد مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه للدعاء مجيب، وبالإجابة جدير.
مملكتنا .م.ش.س