طلقات البارود تختلف بإختلاف المناطق كما تختلف طريقة مسك البندقية
تعد الفانتازيا أو “التبوريدة” (استعراضا يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار)، نموذجا للاحتفالات الجماعية التي تبرز قوة الفارس المتمرس الماهر، وترتبط بجملة من المواسم والمناسبات الدينية والاحتفالات الشعبية كالزواج والختان وغيرهما، حتى يتسنى للفرسان بخيولهم المنمقة وبنادقهم إطلاق العنان لمهاراتهم الإبداعية على صهوة جيادهم في جو احتفالي يملؤه دوي البارود في السماء إلى جانب “عبيدات الرمي” في شكل منظم تحت شروط العلام”، وسيرا مع هذه الحركات ترقص الخيول انسجاما مع نغمات «الغِيطة» وإيقاعات الطبول.
ويقود كل سربة قائد يسمى “العلام”، يتوسط بجواده أفراد السربة، ويتميز عنهم بلباس مختلف، كما يتمز جواده بسرج مختلف عن سروج خيول باقي الأعضاء، وتنسب السربة إلى قائدها “العلام”، أو إلى المنطقة التي تنتمي إليها.
مع إعطاء “قائد السربة” (العلام) إشارة البداية تنطلق الخيول المدربة في الركض دفعة واحدة، وينفرد الخيالة المتحدرون من مناطق أمازيغية بترديد أهازيج تعبر عن أمجاد فرقتهم وبطولات منطقتهم.
وأثناء الركض يقوم الخيالة بحركات استعراضية ببنادقهم، تختلف من سربة إلى أخرى، وحين الاقتراب من خط الوصول يستعد الخيالة لإطلاق البارود بشكل جماعي، فمعيار نجاح “حركة سرب الخيالة” هو سماع الجمهور لطلقات بارود الفرسان وكأنها طلقة واحدة.
وبينما تختار بعض “السربات” أن تطلق البارود في الهواء إلى الأعلى، تختار “سربات” أخرى أن تطلقه نحو الأرض، ومتى نجحت الفرقة في توقيع عرضها باستعراض يتناغم فيه أداء كل أعضاء الفرقة، تتعالى هتافات تشجيع الجمهور، الذي تابع أطوار هذا الاستعراض في مدرجات الحلبة التي احتضنته.
مملكتنا.م.ش.س