- يسعى المغرب خلال السنوات الأخيرة إلى تنويع علاقاته الدولية ضمن سياسة مرسومة بدقة ووضوح خطها العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ توليه سدة العرش بالمملكة، وتندرج ضمن هذا الإطار زيارته المنتظرة إلى روسيا، حيث ينتظر أن تشهد توقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية مهمة، تمثل تتويجا لشراكة طويلة الأمد مع موسكو.
يعتزم العاهل المغربي الملك محمد السادس القيام بزيارة إلى روسيا في موعد يتم تحديده في وقت لاحق، وفق مسؤولين مغاربة.
وتأتي هذه الزيارة لدعم العلاقات بين البلدان التي شهدت على مدار السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا ملحوظا بفضل حرص الملك محمد السادس على نسج علاقات دولية قوية ومتنوعة، قائمة على الندية.
وقال وزير التجارة الخارجية المغربي محمد عبو، إن جميع الوزارات ذات الصلة بهذه الزيارة تنشط في التحضير لها.
واعتبر عبد القادر لشهب، سفير المغرب في روسيا، أن زيارة الملك محمد السادس للعاصمة موسكو هي في طور التحضير لها. وتهدف هذه الزيارة، وفق لشهب، إلى دعم العلاقات الثنائية بين البلدين على أكثر من صعيد وتعزيز الروابط القائمة بين المغرب وروسيا على مستوى السياسي والاقتصادي والأمني والتجاري والثقافي.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن السفير المغربي قوله، إن “الزيارة الملكية ستعطي دفعة قوية وطفرة نوعية لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب”.
وتبدي روسيا حرصا كبيرا على عقد تحالفات وعلاقات استراتيجية مع دول شمال أفريقيا، ويعتبر المغرب أحد أهم الدول في المنطقة التي تسعى موسكو لتعزيز انفتاحها عليها وهو أحد أكبر شركائها التجاريين في أفريقيا.
وأكد السفير المغربي لدى موسكو أن “خبراء مغاربة من قطاعات الطاقة والصيد البحري والتعاون العسكري التقني وقطاع الطرق والقطاع الزراعي، زاروا موسكو في إطار التهيئة والتحضير للزيارة الملكية المنتظرة، حيث من المرتقب أن توقّع اتفاقيات عديدة خلال هذه الزيارة وبعض المشاريع الضخمة”.
وتأتي هذه الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس إلى موسكو بعد تأجيل لأكثر من مرة، حيث سبق أن كانت زيارة الملك لروسيا مقررة في 11 يونيو الماضي، في خضم زيارته التي قام بها إلى تونس، ثم تأجلت بعد أن كانت مقررة أيضا شهر أكتوبر من السنة الماضية.
وأضاف بن سعيد، أن قضية الصحراء المغربية ستكون حاضرة بامتياز ضمن المحادثات المنتظرة بين الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين.
وروسيا هي الدولة الوحيدة من بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي لوّحت في العام 2013، برفع الفيتو ضد أيّ تعديل في مهام بعثة المينورسو الأممية، وتوسيع صلاحياتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء.
وتؤيد موسكو الرباط في رؤيتها لكيفية حل قضية الصحراء القائمة على إقامة حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية.
وقد حاولت الجزائر التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا تغيير الموقف الروسي إلا أن موسكو ظلت على صلابتها تجاه قضية الصحراء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالمغرب إلى تعزيز التعاون مع روسيا.
وأشار رئيس لجنة الخارجية والتعاون والدفاع الوطني في تصريحاته، إلى أن روسيا تتابع بكل اهتمام التطورات في المنطقة الأفريقية والعالم العربي، ما يؤكد أن جزءا كبيرا من المحادثات سيركز على القضايا الراهنة المتعلقة بما يجري في منطقة الساحل والصحراء من حيث التهديدات الإرهابية والانفلات الأمني في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية.
وللمغرب تجربة كبيرة ورائدة عالميا على الصعيد الأمني والاستخباري، وستعمل موسكو على الاستفادة منها خاصة بالمنطقة العربية والأفريقية، التي تعتبر أنه حان الوقت لمد نفوذها بها.
مملكتنا.م.ش.س/عرب