- رئيس غامبيا يستنسخ تجربة ملك ملوك أفريقيــــــــــــــا
- تصرفات الرئيس الغامبي، المثير للجدل، أعادت إلى الأذهان صورة معمر القذافي الذي اشتهر بغرابة أطواره وتصرفاته غير المألوفة، ويبدو للبعض أنه يريد أن يكون ملك ملوك أفريقيا الجديد، وهو يأمل في أن يقود بلاده لأطول فترة ممكنة بفضل قدراته التي يراها استثنائية.
ألزمت حكومة غامبيا، الأربعاء، موظفات الحكومة بارتداء الحجاب في ساعات العمل، في إشارة إلى الهويّة الإسلامية، بعد شهر من إعلان الرئيس يحيى عبدالعزيز جامع بلاده جمهورية إسلامية.
وجاء في مذكرة وزعت على جميع الوزارات والإدارات الحكومية أنه لن يسمح للموظفات اعتبارا من بداية هذا العام بكشف رؤوسهن. ولم تعط المذكرة سببا لهذا القرار، لكنها قالت “مطلوب من الموظفات ارتداء الحجاب وتغطية شعررؤوسهن هن بصورة أنيقة”.
وقال جامع (50 عاما)، الشهر الماضي، إن الهدف من هذه الخطوة هو أن تقطع غامبيا مع ماضيها كمستعمرة بريطانية، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يتبعون ديانات أخرى سيسمح لهم بممارسة معتقداتهم.
ويقترب الرئيس الغامبي الذي لقب نفسه “قاهر النهر” من العرب والمسلمين بشكل تدريجي، وكان قد أصدر عفوا عن رجل الأعمال اللبناني حسين تاج الدين الذي كان قد طرده من البلاد في يونيو الماضي لقيامه بـ”نشاطات اقتصادية غير مرغوب فيها”.
ورغم الروابط التجارية القوية مع بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية التي يفد مواطنوها إلى غامبيا للاستمتاع بشواطئها الرملية البيضاء، إلا أن علاقاتها مع الغرب عرفت في السنوات الأخيرة تدهورا ملحوظا.
لكن الرجّة التي أحدثها جامع، الذي كان متزوجا من مغربية تدعى زينب، قبل أسابيع جعلت منه شخصية توضع تحت المجهر، أكثر من أي وقت مضى، بسبب غرابة أطواره وبحثه عن التميز عن بقية زعماء أفريقيا.
جامع أسر بأن لديه علاجات لأمراض يعجز العلم الحديث عن شفائها، بخلطات علاجية ورثها عن أجداده. كما أنه قد اكتشف علاجا للإيدز، بعد أن خلط مجموعة من الأعشاب وهو يتلو صلوات إسلامية.
وتسلط تصريحاته الضوء مجددا على غامبيا، ابتداء بالتسمية التي يطلقها على نفسه، فهو حسب موقع الرئاسة الغامبية، فخامة رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس الشيخ البروفيسور الحاج الدكتور يحيى عبدالعزيز جيموس جونكونغ جامع.
وكان قد أعلن قبل فترة عن اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد، بدلا من اللغة الإنكليزية التي اعتبرها “لغة الاستعمار ويجب التخلص منها”.
وسبق ذلك القرار إعلانه سحب بلاده من منظمة الكومنولث بشكل فوري، بذريعة أن غامبيا لا يجب “أن تكون أبدا” عضوا في “منظمة استعمار جديد”، ولن تكون أبدا طرفا في مؤسسة “تشكل امتدادا للاستعمار”.
الرئيس يحيى جامع يزعم أيضا أنه قادر على معالجة ضيق التنفس وداء السكري، ولكن خلطته التي أسماها “المعجزة” والتي تعالج، بحسب قوله، مرض نقص المناعة المكتسب “الإيدز” لكنه رفض إطلاقا الحديث عنها.
ولطالما يظهر جامع بزي أبيض فضفاض، يقترب من لباس الحجيج، ويشبه إلى حد كبير الأزياء الفضفاضة التي كان القذافي يرتديها. ويحمل عصا طويلة غليظة تبلغ قرابة المتر ولا تفارقه أبدا، وهي بحسب المختصين، رمز القيادة في الأسرة التي ينتمي إليها هذا الرئيس.
كما اشتهر الرئيس الغامبي بتصريحاته ضد المثليين جنسيا، فهو يطلق عليهم اسم “الشواذ”، ويعتبر أنهم “حشرات ينبغي التعامل معها مثل البعوض المسبب للملاريا”.
وقبل أشهر، قام بقطع علاقات غامبيا مع تايوان خدمة لما أسماه “المصلحة الوطنية الاستراتيجية”، ورفض استقبال دبلوماسيين رفيعي المستوى أرسلتهم تايبيه إلى غامبيا في محاولة أخيرة لتغيير موقف بانغول.
وعلق الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية مخصصة لغامبيا، التي يدين حوالي 95 بالمئة من سكانها الإسلام، مؤقتا في 2014 بسبب ما يقول إنه سجل سيء في مجال حقوق الإنسان.
جدير بالإشارة إلى أن غامبيا، التي نالت استقلالها في العام 1965 كملكية دستورية، بعد أن احتلتها بريطانيا منذ 1843، إحدى دول غرب أفريقيا، وهي أصغر دولة في غرب أفريقيا، وتحدها من الشمال والشرق والجنوب السنغال، ويخترقها نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي .
مملكتنا.م.ش.س/عرب