محمد جط
الفقيه بن صالح – في ظل الأزمات المتراكمة التي تنهش جسد جماعة الكريفات كداء مزمن، لا تزال الساكنة تعاني من غياب أبسط الحقوق التي يضمنها الدستور، وعلى رأسها الحق في العيش الكريم. فبين طرق محفّرة، وانعدام للإنارة العمومية، وغياب شبه كلي للنظافة، تمر الحياة اليومية لأبناء الجماعة وسط مشاهد التهميش والنسيان.
وفي هذا السياق، يطرح المواطنون سؤالاً حارقاً: “أش خاصك العريان..؟ مهرجان أمولاي..؟” في وقت تغيب فيه أبسط مقومات الكرامة، يُصر رئيس الجماعة على تنظيم مهرجانات التبوريدة والحفلات والندوات، التي تنفق عليها مبالغ طائلة، دون أن يكون لها أثر يذكر في تحسين حياة المواطنين، أو في تنمية المنطقة على أي مستوى.
بين التهميش والفرجة الزائفة
كيف يعقل أن تقام المهرجانات الصاخبة، والساكنة ترقص مجبرة على أنغام المعاناة، في ظل غياب المساحات الخضراء، وندرة وسائل النقل، وارتفاع البطالة، وافتقار الجماعة لمؤسسات تعليمية وصحية لائقة، كيف يمكن لرئيس الجماعة أن يغيب عن هموم المواطنين، ثم يظهر في صورة المنظم والمحتفل وكأن لا أزمة تطحن الساكنة من كل جانب.
الوضع بات لا يحتمل. الساكنة لم تعد تطالب بالترف، بل بحقوقها البديهية: طريق معبدة، مصباح يضيء ليلا، مدرسة تحفظ كرامة أبنائها، وشغل يرد الاعتبار لكرامة شبابها. وفي المقابل، تواجه بتعنّت واستخفاف، وكأن المال العام وجد فقط لتلميع الواجهة.
لسنا ضد المهرجانات والثقافة والفروسية، فهي جزء من التراث الأصيل، لكن متى توفرت شروطها: مناخ اجتماعي مستقر، قدرة شرائية مقبولة، ومرافق أساسية تحفظ الكرامة. أما في الظرفية الحالية، حيث يشتد الخناق على المواطن المغربي، فإن إقامة مهرجانات استعراضية هو نوع من الاستهتار بالواقع، وتبديد صارخ للمال العام.
وعليه، فإن الساكنة توجه نداء إلى رئيس الجماعة: آن الأوان لفتح حوار جاد، وإعادة ترتيب الأولويات وفق ما تقتضيه مصلحة المواطنين.
مملكتنا.م.ش.س