الدار البيضاء – انطلقت، اليوم الاثنين بالدار البيضاء، فعاليات الدورة العاشرة للمعرض الدولي للبلاستيك والمطاط والبتروكيماويات (بلاست إكسبو)، والدورة الخامسة للمعرض الدولي للتلفيف والطباعة ولوجيستيك القرب (باك إكسبو)، لتكشف للمهنيين آخر الابتكارات التي تقدمها الشركات المحلية والدولية.
ويتيح هذان المعرضان، المنظمان بمبادرة من الفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساحة لتطوير الشراكات وتبادل الخبرات، مع تسليط الضوء على الكفاءات المغربية وتعزيز علامة “صنع في المغرب”، وذلك من خلال ورشات تكوينية يؤطرها خبراء دوليون.
وفي كلمة خلال افتتاح هذين المعرضين، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن تحقيق السيادة الصناعية في قطاع البلاستيك يشكل تحديا محوريا، مشددا على ضرورة خلق القيمة المضافة.
كما أبرز الوزير أن الابتكار، الذي ينبغي أن يتحول إلى أولوية استراتيجية، يفرض نفسه بذلك كمحرك أساسي لتحقيق هذه السيادة.
وسجل أن التوسع شرط لا محيد عنه لولوج كافة الأسواق المحتملة، وبلوغ حجم حيوي والتمكن من التحول إلى فاعل شامل، سواء على مستوى الأنشطة الأولية أو النهائية. وبالموازاة مع ذلك، أكد السيد مزور على الأهمية البالغة لإزالة الكربون، داعيا إلى ضرورة إنتاج مواد منخفضة الكربون، وقابلة للتدوير، ومصممة وفق مقاربات إيكولوجية، وكذا متوافقة مع حاجيات السوق والمتطلبات البيئية.
وأضاف أن تحقيق السيادة في أي سلسلة صناعية يقتضي التمكن كذلك من صناعة الآلات والتجهيزات المعتمدة فيها، مشيرا في هذا السياق إلى أنه تم إحداث قطب مخصص للآلات، والذي ستنضم إليه الفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك قريبا.
من جانبه، استعرض رئيس الفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك، هشام الهايد، التحديات التي يواجهها قطاع البلاستيك، مذكرا بأنه خلال جائحة كوفيد-19، أبان القطاع عن تفاعل نموذجي. وفي ما يخص إزالة الكربون، سجل السيد الهايد غياب إطار قانوني يمكن من منح شهادات إزالة الكربون، والتي تعتبر ضرورة لولوج عدد من الأسواق المصدرة، مضيفا أن الحكومة تواصل جهودها لإحداث بورصة حقيقية للكربون.
وأوضح أن هذه البورصة من شأنها تمكين الشركات المعنية من تسويق فائضها من أرصدة الكربون، في حين يمكن لغيرها اقتناؤه، مما سيسهل اندماجها في الأسواق الدولية، لافتا إلى أن صناعة البلاستيك تشكل قطاعا شاملا في خدمة قطاعات أخرى مثل الصناعات الكيميائية وشبه الكيميائية، والصناعات الغذائية، وصناعة السيارات، وصناعة الطيران، والنسيج، وقطاع البناء والأشغال العمومية.
وعلاوة على ذلك، أعرب السيد الهايد عن أمله في أن تحظى الأفضلية الوطنية بدعم فعلي، في إطار احترام معايير الجودة (ISO-Qualité) والسعر (ISO-Prix)، حتى يتسنى لقطاع البلاستيك وكذا الفروع المتصلة به، التطور بشكل كامل والاستجابة بفعالية لحاجيات البلاد.
من جانبه، نوه رئيس فدرالية صناعات الكيمياء وشبه الكيمياء، عابد شكار، بالزخم البناء المتواصل بين الفدراليات والسلطات العمومية، لاسيما الوزارة الوصية، حول عدة أوراش كبرى.
وأبرز أن العمل المشترك يرتكز على محورين أساسيين؛ يتعلق أولهما بدعم التصدير، خاصة نحو إفريقيا جنوب الصحراء، وإلى وجهات أخرى في العالم، في حين يهم المحور الثاني رهانا استراتيجيا يتمثل في تحقيق الاندماج العمودي، بالنظر لكون الكيمياء والبلاستيك مكونين رئيسيين.
وقد تميز حفل افتتاح “بلاست إكسبو” و”باك إكسبو” بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات، من بينها اتفاقية إطار للشراكة بين المركز التقني للبلاستيك والمطاط والمعهد المغربي للتقييس (إيمانور).
وتهم الاتفاقية الثانية إطارا للشراكة والتعاون بين المركز التقني للبلاستيك والمطاط و”إنماء المغرب”، فيما ترتبط الاتفاقية الثالثة، وهي اتفاقية إطار، بمجال البحث العلمي والتكنولوجي، وقد ا برمت بين كل من المركز التقني للبلاستيك والمطاط، والفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك، وكلية العلوم بن امسيك – الدار البيضاء.
كما تم بهذه المناسبة تسليم شهادات للفائزين في الدورة الأولى لتكوين المكونين في مجال الاقتصاد الدائري، المخصصة لقطاع التغليف.
وتتواصل فعاليات دورة 2025 من معرضي “بلاست إكسبو” و”باك إكسبو” إلى غاية 26 يونيو الجاري، تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة، حيث تتميز ببرنامج غني بالأحداث، لاسيما الدورة الأولى من المؤتمر الدولي للتغليف، المنظمة بتعاون مع المنظمة العالمية للتغليف، والفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك، والمركز التقني للبلاستيك والمطاط، والمركز التونسي ” Packtec “.
ويعكس اختيار المغرب لاحتضان هذا المؤتمر الدور الاستراتيجي المتنامي الذي تضطلع به الشركات المغربية في صناعات البلاستيك والتغليف، سواء على المستوى القاري أو الإقليمي. ويعتبر هذا القطاع أحد ركائز الصناعة الوطنية، ويسهم بشكل ملحوظ في تقليص حجم الواردات بفضل حلول مبتكرة.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع