حين أكتب عن محمد الدزيري، لا أكتب عن اسمٍ عابر في ساحة العمل العام، بل عن رجلٍ كرّس حياته لخدمة الناس، وجعل من العمل الجمعوي والسياسي رسالةً نزيهة لا وسيلة. عرفناه صادقاً في القول، ثابتاً في الموقف، لا يعرف المساومة حين يتعلق الأمر بالمصلحة العامة.
من يعرف محمد الدزيري، يعرف أنه من أوائل الرجال الذين أسّسوا لثقافة العمل الميداني المسؤول، فقد كان من بين الفاعلين السياسيين الأوائل بمقاطعة أكدال – جماعة فاس، حيث ترك بصمة واضحة في المشهد المحلي، وشارك بإخلاص في خدمة الصالح العام، جامعاً بين روح المبادرة والتفاني في العطاء.
محمد الدزيري لم يكن يوماً من أولئك الذين يبحثون عن الأضواء أو المكاسب، بل ظلّ يعمل في صمتٍ ناطق، يزرع الخير، ويغرس الأمل، ويؤمن بأن السياسة الحقة هي خدمة الإنسان قبل أي حسابٍ آخر.
ومع ذلك، من المؤسف أن نرى في أيامه الصعبة هذه — وهو يمرّ بوعكةٍ صحية نسأل الله أن يُعجّل له فيها بالشفاء — أن عدداً من بعض رفاق دربه في الحزب، ممن شاركهم المسار والعطاء، لم يكلّفوا أنفسهم حتى كلمة مواساة أو دعاء بالشفاء.
لكن تلك المواقف العابرة لا تُنقص من مكانته، بل تزيده احتراماً في أعين من يعرفون معدن الرجال الحقيقيين.
وفي المقابل، لا يسعنا إلا أن نُثني على عائلة السلاسي وعائلة رفيق دربه عبد القادر الدباغ، اللتين كانتا من أوائل المبادرين إلى الاطمئنان على صحته، مؤكدتين عمق الروابط الإنسانية التي تجمع بين العائلات التي أسّست لهذا المسار النبيل.
كما تلقّى الأخ محمد الدزيري سلاماً واطمئناناً من السيد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي عبّر عن تقديره لمسيرته ومتمنّياته له بالشفاء العاجل والعودة القريبة إلى نشاطه الميداني المعروفي ؛تلك المواقف الصادقة تذكّرنا بأن الوفاء لا يزال موجوداً، وأن العمل السياسي الأصيل هو الذي يُبنى على القيم والعلاقات النبيلة قبل كل شيء.
نسأل الله تعالى أن يمنّ على الأخ محمد الدزيري بالشفاء التام، وأن يعيده إلى ميادين الخير والعطاء وهو في أتمّ الصحة والعافية، ليواصل مسيرته النظيفة بشرفٍ وثبات.
سلامتك يا محمد الدزيري.. يبقى الوفاء لك من القلوب التي تعرف قدرك، ويكفيك أنك من الرجال الذين خطّوا أسماءهم في ذاكرة فاس بصدقٍ وعملٍ لا يُنسى.
مملكتنا.م.ش.س
![]()



