فاس – في لحظات الحزن والألم، تتجلى أسمى معاني التضامن والتعاضد ، فبعد الفاجعة المؤلمة التي ألمت بالمنطقة، تتوجه قلوبنا أولاً وقبل كل شيء إلى أسر الضحايا الكرام , لا يمكن للكلمات أن تصف حجم المصاب، ولكننا نرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يتغمد المفقودين بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
كما ندعو بقلبٍ خاشع بالشفاء العاجل لجميع المصابين، متمنين لهم تجاوز هذه المحنة القاسية والعودة سريعاً إلى أحضان عائلاتهم. إن هذا العزاء ليس مجرد واجب، بل هو تعبير صادق عن وحدة الشعب في السراء والضراء.
تضحية وإخلاص .. شكرٌ مستحق للأيادي البيضاء
في خضم الكارثة، بزغت شمس الأمل من خلال التدخلات البطولية والسريعة للمصالح المتدخلة. لا يسعنا إلا أن نرفع قبعة الإجلال والتقدير لـ أبطال الوقاية المدنية، الذين أبانوا عن شجاعة استثنائية وإنسانية عالية، متحدين الخطر لإنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات.
كما نوجه أعمق عبارات الشكر والتقدير للمصالح الأمنية بكل مكوناتها والسلطات المحلية والقوات المساعدة والوقاية المدينة وفعاليات المجتمع المدني، التي كانت في قلب الحدث، تضبط وتُنظم وتُسهل عمليات الإغاثة بكفاءة واحترافية عالية، مما أسهم بشكل كبير في احتواء تداعيات الحادث والتقليل من حجم الخسائر. هذه الجهود ليست مجرد أداء لمهام وظيفية، بل هي تجسيد حي للروح الوطنية الصادقة والإخلاص في خدمة الوطن والمواطنين.
حضور القيادة .. رسالة التزام وتتبع عن قرب
وفي بادرة تُثلج الصدور وتؤكد على حجم الاهتمام والرعاية، كان حضور السيد والي الجهة ، في موقع الحدث رسالة قوية ومطمئنة. فبالرغم من تنصيبه حديثاً، إلا أن حرصه على التواجد الميداني منذ اللحظات الأولى وتتبعه الشخصي والمباشر للوضع عن كثب، يعكس التزاماً راسخاً بمتطلبات المرحلة ونهجاً قيادياً يرتكز على القرب والتفاعل السريع مع قضايا المواطنين. إن هذا التنويه بموقفه ليس مجرد إشادة، بل هو تأكيد على أن قيادة الجهة تولي أهمية قصوى لسلامة وصحة المواطنين، وهي مستعدة لتسخير كافة الإمكانيات لتجاوز تداعيات هذه الأزمة.
إن هذه المحنة، بقدر ما كانت أليمة، فقد كشفت عن معدن أصيل يتجلى في التضحية والإيثار والتضامن اللامحدود. ويبقى الأمل معقوداً على استمرار هذه الجهود المتضافرة لمواجهة التحديات المستقبلية بكل قوة وحزم.
مملكتنا.م.ش.س
