أجدير ( إقليم خنيفرة ) ــ افتتحت مساء اليوم الإثنين ، بجماعة أكلمام أزكزا ، بإقليم خنيفرة ، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان ” أجدير إيزوران ” الذي يعتبر حدثا فنيا و ثقافيا سنويا ، للنهوض بالثقافة الأمازيغية ، وذلك تحت شعار ” التضامن .. رافعة أساسية للإقلاع بالمناطق الجبلية ” .
وشهد حفل افتتاح المهرجان ، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، حضور وفد رسمي ، ترأسه المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير ، رفقة عامل إقليم خنيفرة، ومستشارة رئيس الحكومة المكلفة بالأمازيغية، ورئيس مؤسسة روح اجدير الاطلس، والمدير التنفيذي لصندوق الإيداع والتدبير، ومدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة، ورؤساء ومنتخبون وبرلمانيون، فضلا عن رؤساء المصالح الأمنية والإدارية وجمعيات المجتمع المدني ، وممثلو وسائل الاعلام.
وتندرج هذه التظاهرة ، ضمن المشروع الثقافي والتنموي ، لمؤسسة روح أجذير الاطلس ، الذي يتوخى منها تثمين رمزية روح أجذير، والتأكيد على أهمية ربط البعدين التاريخي والثقافي بالتنمية المجالية المستدامة، في افق المساهمة المواطنة في بناء مجتمع ديمقراطي حداثي، منصف للذاكرة الجماعية، ومنفتح على التعدد والتكامل الثقافي بالمجتمع المغربي ، ويعيد الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغيتين، بوصفهما ملكا ثقافيا ولغويا لكل المغاربة.
وقال رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة حميد البابور، في كلمته خلال حفل الافتتاح، إن إحياء ذكرى خطاب أجدير يأتي من تقديرنا جميعا سلطات، ومنتخبين، ومجتمع مدني ، لحجم ودلالات هذا الحدث التاريخي ، وخصوصيته القيمة على جميع المغاربة ، في أبعاده المختلفة، ولكوننا نعتبر الأمازيغية ، ملكا لكل المغاربة دون استثناء ، فإنه من واجبنا جميعا أن نغتنم هذه المناسبة الكريمة ، لنرصد بعض إشكالات التنمية بالأقاليم الجبلية الامازيغية .
وأضاف البابور، أن إقليم خنيفرة ، يحتاج للمزيد من المشاريع الإنمائية المهيكلة ، في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبنى التحتية ، ورهان الساعة يتمثل في الاعتناء بساكنة الجبل والمناطق الجبلية ، من خلال التضامن والتلاحم، والإرادة والجد .
من جانبه، أكد محمد ياسين ، رئيس مؤسسة روح أجدير الأطلس بخنيفرة ، في كلمة بهذه المناسبة ، على الرمزية التاريخية لمنطقة اجدير ، و على العمق الاستراتيجي القوي للخطاب الملكي السامي بأجدير ليوم 17 أكتوبر 2001 ، الذي يؤكد على المسؤولية الوطنية ، في النهوض بالأمازيغية ، لغة وثقافة باعتبارهما ملكا مشتركا لكل المغاربة ، وورشا وطنيا يتعين النهوض به ضمن الاقتران بالجذور التاريخية للأمة ، والتعزيز المتواصل لأسس المجتمع الديمقراطي الحداثي.
وأضاف ياسين ، أن خطاب أجذير التاريخي ، يعتبر قاعدة توجيهية ، وأفقا استراتيجيا للمؤسسة ، التي تعمل على إنضاج البحث والتفكير ، في كل ما يتصل بالشأن الأمازيغي بإقليم خنيفرة ، وتمكين مهرجان ” أجذير إيزوران ” من نفس جديد يطله على أفق وطني وعالمي، هذا علاوة على المبادرات ، التي تستثمر الثقافة من أجل خدمة التنمية والإقلاع بالإنسان والمجال.
وقد عرف افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان ” أجدير إيزوران “، عرض لمقتطف من الخطاب السامي 17 أكتوبر 2001، و مقتطفين بمناسبة افتتاح الدورتين التشريعيتين ل 12 أكتوبر 2018 و 13 أكتوبر 2023 حول موضوع و قيم التضامن العليا بالمجتمع المغربي ، مع تقديم مداخلتين حول موضوعي ” الدلالات الحضارية والمستقبلية لخطاب أجدير التاريخي ” و ” مشروع انطولوجيا الموسيقى الأمازيغية الاطلس المتوسط “.
كما عرفت فقرات الحفل كذلك ، عرض شريط وثائقي حول ” الصوف في الثقافة الأمازيغية .. مسار العيش والابداع ” وفيلم حول ” مشروع بناء مركز سوسيو ثقافي ورياضي بأجدير ” ، بالإضافة الى عرض من تقديم تلاميذ المؤسسات التعليمية بإقليم خنيفرة ، بعنوان روح أجدير والمعاني الوطنية للتضامن ”
ويتضمن برنامج المهرجان أيام 16 – 17 و 18 أكتوبر 2023 بأجدير وخنيفرة ، بالإقتصار على فقرات رمزية ، تبرز معالم التضامن والتآزر في الثقافة الأمازيغية بإقليم خنيفرة والأطلس المتوسط ، من أداء شعراء وفنانين مرموقين رجالا ونساء ، مع الحرص على مساهمة الطفولة في هذه المبادرة الرمزية ، المجسدة لمعاني التلاحم والوحدة المعروفة عند الأمة المغربية .
كما سيتم تنظيم ، ندوة وطنية بالمناسبة تحت عنوان ” الاقتصاد الاجتماعي والتضامني : أي موقع للمناطق الجبلية ” يساهم فيها باحثون وخبراء ومسؤولين مؤسساتيون ، من ذوي الاختصاص في هذا القطاع الحيوي في بلادنا ، والذي تراهن عليه المناطق الجبلية والعالم القروي من أجل الإقلاع والتطور، وإعطاء نفس جديد للإقتصاد الاجتماعي والتضامني ، وتثمين الكفاءات والمبادرات المختلفة التي تصب في هذا المنوال .
وتميز الحفل الافتتاحي للمهرجان ، بتكريم عدد من الشخصيات ، الذين عرفوا بمساهماتهم في تعزيز الثقافة الأمازيغية ، و تثمين التراث اللامادي الأمازيغي باعتباراهما ، رافعة للتنمية المستدامة في أبعادها الإجتماعية والإقتصادية و البيئية .
يذكر ، أن هذه الدورة التي تخلد ذكرى الخطاب الملكي السامي بأجدير ليوم 17 أكتوبر 2001 ، تنظم بشراكة مع مجلس جهة بني ملال- خنيفرة والمجلس الإقليمي لخنيفرة ، وكذا عدد من الجماعات الترابية وشركاء مؤسساتيين و خواص.
مملكتنا.م.ش.س