لم يفتأ المغرب والكوت ديفوار اللذين تجمع بينهما علاقات عريقة وتعاون نموذجي يعد نموذجا في منطقة الجنوب، على مر السنوات من التعبير عن التزامهما المتجدد لإقامة شراكة متنوعة أكثر عمقا. ولعل هذا العزم الدائم لإرساء أسس تعاون مثمر يستجيب لتطلعات وطموحات الشعبين المغربي والإيفواري يجد زخما جديدا خلال الزيارة التي يقوم بها الى المغرب الرئيس الإيفواري الحسن واتارا. فبين الرباط وأبيدجان توجد روابط متينة ترتكز على الاحترام المتبادل والتضامن الفعال والنموذجي والانتماء للقارة الإفريقية ورؤية مشتركة لطموحات التنمية والانبعاث والسلم والاستقرار.
وتأتي زيارة الرئيس واتارا للمغرب في سياق الزيارات المتبادلة بين قائدي البلدين وتعبر عن رغبة كل من الكوت ديفوار والمغرب إعطاء دينامية جديدة للشراكة الاقتصادية والاجتماعية الثنائية والسياسية بهدف الرفع منها الى مصاف تحالف تقليدي استراتيجي.
وهي شراكة تليدة تمثل كما سبق وأن عبر عن ذلك جلالة المغفور له الحسن الثاني النموذج الواضح “للأخوة الافريقية الفعالة والمتينة”. ولعل تلك هي الرؤية التي ظل البلدان يتقاسمانها منذ فترة حكم الزعيم الايفواري الراحل فيليكس هوفيت بوانيي. ولا غرو فكلا القائدين مشهود لهما بالتبصر والحكمة وطموحهما المتين من أجل إفريقيا مزدهرة ترفل في السلم والاستقرار.
وباستثناء الشق السياسي والقضايا ذات الاهتمام المشترك ، عبر المغرب والكوت ديفوار على الدوام عن رغبتهما في الدفع قدما بعلاقاتهما الاقتصادية على الخصوص في مواجهة الخلل الصارخ في فرص الاستثمار والنمو والضعف الحاصل في المبادلات التجارية الثنائية.
ووعيا بهذا المشكل وفي اطار الرغبة الدائمة في العمل على تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية ، قررت الرباط وابيدجان ، بالاضافة الى التوقيع على اتفاقيات شراكة وتعاون ، إعادة إطلاق اللجنة المشتركة التي ظلت أعمالها جامدة منذ 2004.
مملكتنا .م.ش.س