مــحــمـــد الــســـادس الـــمـــلك الـــحـــكـــيـــم .
يحق لنا في المملكة المغربية كبيرنا وصغيرنا فقراءنا وأغنياؤنا شبابنا وشيوخنا نساؤنا ورجالنا أن نحتفل بحق بالإنجازات العظيمة التي تحققت على يد الملك محمد السادس ، الذي إستطاع أن يواصل تحقيقها والتي شملت جميع المدن المغربية وجميع شرائح المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم وجميع مناحي الحياة وسط متغيرات وأحوال يمر بها الوطن العربي من محيطه الى خليجه العربي فيما يسمى اليوم بربيع الثورات .
فبعد 15 سنة من الحكم المتميز بتطور نوعي للمؤسسات العمومية ، أدت إستراتيجية جلالة الملك محمد السادس المرتكز على مبادئ احترام الوقت ، الكفاءة وحرية المبادرة إلى تطوير الاقتصاد المغري ، ولعل ابرز دليل على ذلك ثقة رؤوس الأموال الأجنبية في استثماراتها بالمغرب .
ويعتبر جلالة الملك عامل الوقت محددا أساسيا للنهضة الاقتصادية باعتبار أن المنافسة الدولية تقتضي احترام الآجال المحددة للإنتاج ن ناهيك عن كون منطق الزمن يخول المغرب من الاستفادة إيجابيا من موقعه الجغرافي القريب من الأسواق العالمية الكبرى .
وتبقى فلسفة احترام الوقت المحدد الأساسي للتدبير المعقلن للاقتصاد الوطني ويبقى ذلك في البرامج الحكومية وكل الأوراش التي يرأسها جلالة الملك إن في طبيعة أو حجم مشاريعها
ويرتبط العامل الثاني في الإستراتيجية الملكية بالاهتمام باليات التدبيرالاقتصادي من خلال اعتماد عنصري الكفاءة وحرية المبادرة بحيث لا تبقى الدولة مجرد إطار قانوني بل تغدو محركا ديناميكيا للاقتصاد بمبادرة العمل التنموي بحكم تواجدها في الصدارة مقارنة مع باقي الفاعلين ، تقود مسيرة التنمية من خلال إعداد البنى التحتية ، وتدليل العراقيل وتوجيه المستثمرين والتدبير المعقلن للموارد المالية باعتماد فائض الميزانية لسد نفقات التجهيزات وخلق فرص للشغل إضافية .
لقد جاء جلالة ملكنا المحبوب فجدد مسار قوام المؤسسات الوطنية تجديدا يعول عليه وبث فيها مراعاة الحقوق والإيثار في العمل وطلب من كل العاملين داخلها أداء الأمانة ووصاها بالتقرب من المواطن والبر بالوطن والعطف على الأمة وضبط النفس ، والعدالة في الحكم واجتناب الظلم والتهاون والعلانية وان لايأكل القوي منا الضعيف .
عظمة الملك تكمن في أنه إنسان وملك استطاع بعفويته وقوة شخصيته ان يوثق للعالم أجمع رؤية عالمية في الحكم، زاوج فيها بين الماضي وتراث الأجداد وبين مؤسسة الحكم بكل ما فيها من تحديات عصرية وتسلح بروح العقيدة ليعطينا مجتمعا متمسكا بتعاليم الدين، وأن يشيد مملكة مترامية الأطراف متماسكة عصية على الأعداء
إن جلالة الملك محمد السادس كان ولا يزال يستقبل الآلاف من المواطنين بإقامته عندما كان وليا للعهد فاعطا لليتيم والمعوق والمظلوم والساعي والبصير، الم يكن يسرع بسخائه وكرمه وعطفه وحب الإحساس والإيثار والتعاون ، على فعل الخير ؟
لقد رفرف راية العدل و الأمن والسلام والإخاء على المغرب ، إن جلالة الملك محمد السادس جاء ليمقت التعصب والتكبر واستغلال النفوذ والاحتكار واكتناز الأموال واغتصابها .
وبهذه المبادئ القويمة السليمة والأحكام السديدة الرشيدة ،إستطاع ملكنا المفدى محمد السادس نصره الله في مدة قصيرة بعدما إعتلى عرش أسلافه الميامين ، أن يعيد الأمور إلى نصابها ، فجعل المغرب قبلة الأنظار ومحطة الأبصار وأرض الإستثمار .
لقد إخترق محمد السادس جدار الصمت وأصبح القلب النابض الناهض حاملا المبادئ وناشرا الأحكام التي رحبت بها الشعوب واستحلت بها الجماهير المغربية ووجدت فيها الدواء الناجح لأمراضها والواحة الظليل الوارفة التي يستريحوا فيها من العذاب والظمأ والهوان .
فاللهم أنصر مولانا أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا عزيزا مؤزرا ، وحرسه بعينك التي لا تنام، وإكنفه برعايتك التي لا تضام، قرير العين بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وبأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبباقي أسرته الملكية الشريفة.
وتغمد اللهم برحمتك الواسعة فقيدي الوطن والدين، والإسلام والمسلمين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جناته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
بقلم الشريف مولاي محمد الخطابي