منتدى كرانس مونتانا تظاهرة إختارت شعار “التعاون جنوب – جنوب، حالة إفريقيا”، في إبراز التضامن النموذجي للمغرب مع امتداده الإفريقي.
يشكل منتدى كرانس مونتانا، الذي ستحتضنه مدينة الداخلة من 12 إلى 15 مارس الجاري، فرصة مواتية للمسؤولين والخبراء الدوليين للاحتفاء بالتضامن الفعال الذي ما فتئ المغرب يجسده ويبديه تجاه القارة الإفريقية.
وسيساهم هذا الموعد العالمي، الذي اختار شعار “التعاون جنوب – جنوب، حالة إفريقيا”، في إبراز التضامن النموذجي للمغرب مع امتداده الإفريقي.
ويعكس هذا التضامن الالتزام الراسخ لجلالة الملك محمد السادس، والذي تجسد من خلال مبادرات تعكس الانشغال الملكي بالرقي بالتعاون جنوب-جنوب إلى مستوى استراتيجية وطنية تخدم القضايا النبيلة للسلام والتنمية.
ولعل الزيارات التي قام بها جلالته خلال السنوات الأخيرة للعديد من البلدان الإفريقية وكذا اتفاقيات التعاون العديدة التي تم إبرامها مع هذه البلدان، هي التجلي الأمثل لهذا الالتزام الراسخ من أجل إفريقيا قادرة على النهوض بنفسها وعلى رفع تحديات التنمية.
وكان جلالة الملك شدد في رسالته السامية إلى المشاركين في الدورة الـ25 لمنتدى كرانس مونتانا، التي انعقدت العام الماضي بالرباط، على أن القارة قادرة على خلق “معجزة إفريقية”.
وأكد جلالته في رسالته السامية ” إننا لواثقون بأن قارتنا، بما تزخر به من موارد طبيعية متكاملة، وبما يتوفر عليه الإنسان الإفريقي من مؤهلات، لقادرة على خلق معجزة إفريقية، قوامها ضمان الأمن والاستقرار، والنهوض بالتنمية البشرية، وتحقيق التقدم والازدهار لشعوبها “.
وأضاف جلالة الملك أن “تحقيق هذه المعجزة ليس مجرد حلم أو أمل نتطلع إليه، بل إن شعوبنا قادرة على جعله واقعا ملموسا، إذا ما تم تجاوز الخلافات المصطنعة، وتوافرت الإرادة السياسية، وتضافرت الجهود، من أجل بناء إفريقيا مستقرة وموحدة”.
ومن منطلق هذه القناعة الراسخة، فإن الاتفاقيات الموقعة بين المغرب والبلدان الإفريقية خلال الزيارات الملكية والتي أعطت مختلف مستويات التعاون الاقتصادي الأهمية التي تستحقها، تضع العنصر البشري في صلب الانشغالات من خلال إطلاق برامج للتنمية البشرية وتحسين ظروف حياة المواطن الإفريقي.
وبوضعه الانفتاح على إفريقيا في قلب أولويات سياسته الخارجية، ينطلق المغرب من قاعدة متينة تؤطرها العلاقات التاريخية والروحية مع بلدان القارة.
فالإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي حققها المغرب على مدى الخمس عشرة سنة الأخيرة تؤهله إلى الاضطلاع بدوره كرائد للتعاون جنوب-جنوب عن جدارة واستحقاق، خاصة مع إفريقيا باعتبارها القطب المستقبلي للنمو الاقتصادي العالمي.
وقد سجل مسؤولون أفارقة وملاحظون دوليون دقة الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب – جنوب، مؤكدين أن الاستراتيجية الملكية تعتبر أساس انبثاق إفريقيا جديدة.
وتعتبر المملكة التي أكدت توجهها كبوابة ولوج اقتصادي ومالي للعالم نحو إفريقيا مستفيدة من المشاريع الكبرى المهيكلة التي أنجزت خلال العقد الأخير في كافة التراب الوطني، قوة تقدم اقتصادي ودعامة لاستقرار القارة، علاوة على اهتمامها الكبير بتطوير العلاقات الاقتصادية مع القارة.
ويضع هذا الوضع المغرب في موقع مريح كشريك مسموع الكلمة في المجتمع الدولي وقادر على وضع تجربته رهن الإشارة من اجل التزام أفضل لصالح مستقبل القارة.
ويعتبر العديد من القادة الدوليين المغرب شريكا رئيسيا في كل استراتيجية تتصل بإطلاق دينامية اقتصادية جديدة بإفريقيا من شأنها إحداث ثروات مهمة لمستقبل القارة ومواطنيها.
وهكذا سيتيح المنتدى العالمي لكرانس مونتانا الفرصة لإبراز هذا الدور الذي تلتزم به المملكة بفضل العلاقات المتميزة التي تجمعها بإفريقيا وحضورها القوي بها.
وبذلك سيكون بوسع رؤساء الدول والحكومات والوزراء والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية التي ستشارك في هذا المنتدى بالداخلة، التعرف على وجهة نظر المغرب بخصوص حل الإشكاليات الكبرى للتنمية في إفريقيا ورؤيته لتوسيع آفاق القارة عبر دعم قوي للتنمية والاندماج الإقليمي.
المنتدى العالمي لكرانس مونتانا يعطي الفرصة لإبراز الدور الذي تلتزم به المملكة بفضل العلاقات المتميزة التي تجمعها بإفريقيا وحضورها القوي بها.
مملكتنا .م.ش.س