البيعة آصرة متينة تجسد الضمانة الأساسية لإستقرار وإستمرارية المملكة المغربية الشريفة
إن البيعة الشرعية شكلت على امتداد تاريخ المملكة العريق، الميثاق الغليظ والرابطة المتينة التي طالما جمعت الملك بوصفه القائد الأسمى للبلاد وأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، بشعبه المخلص الذي يرى فيه رمز الأمة وموجهها والضامن لاستقرارها ووحدتها الترابية، انطلاقا من قناعة مفادها أن هذه الآصرة شكلت على الدوام ضمانة قوية لاستمرارية واستقرار وأمن المملكة.
لذلك فإن هذا الميثاق القائم على ركائز دينية متينة تستمد ثوابتها من الشرعية التاريخية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، يجسد الاستمرارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على اعتبار أن تواصل الحكم الرشيد والثبات على النهج القويم المتشبع بقيم الديمقراطية والحداثة، يعد مفتاح الاستقرار والرقي والازدهار، في ظل وضعية الاضطراب والتوثر التي أضحت تعم أرجاء المعمور نتيجة غياب الاستقرار السياسي والتوافق القائم على أسس ديمقراطية.
ويعكس حرص الشعب المغربي على تجديد ولائه وبيعته لملكه، كلما حلت ذكرى عيد العرش المجيد، إجماعا واضحا حول تشبث المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، بالوحدة الترابية للمملكة، إلى جانب كونه تعبيرا صريحا عن رغبتهم في صون حرمتها والذوذ عن حماها، من خلال استعدادهم العفوي واللامشروط لنسف كل المخططات المغرضة التي تستهدف المس بهذا الالتحام المقدس الضامن للتعايش والاندماج والوحدة.
والأكيد أن حرص أعيان وشيوخ القبائل وممثلي مختلف الجهات، وعلى رأسها المناطق الجنوبية للمملكة المعروفة بوفائها للعرش العلوي المجيد، على تجديد البيعة لسليل الدوحة الشريفة كلما حلت ذكرى عيد العرش المجيد، يعد دليلا جليا على تشبثهم الوثيق بملك البلاد واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس ومواجهة مختلف التحديات وفاء منهم لهذا الميثاق الذي التزم به آباؤهم وأجدادهم.
وتتيح الذكرى السادسة عشرة لاعتلاءجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين للشعب المغربي فرصة استحضار التحولات المشهودة والخطوات الجبارة التي تمكنت المملكة من تحقيقها خلال العشرية الأخيرة في جميع المجالات.
فقد حرص جلالة الملك وهو يجوب ربوع المملكة طولا وعرضا على الاقتراب من رعاياه الأوفياء والإنصات المباشر لهمومهم وتطلعاتهم ووضع وتدشين المشاريع التي تعود عليهم بالنفع العميم وإطلاق المبادرات والأوراش الكبرى لبناء مغرب الديمقراطية والحداثة والمساواة.
مملكتنا .م.ش.س