جدلية اللغة في مستنقع الحسابات السياسية

الخميس 28 فبراير 2019 - 22:52

جدلية اللغة في مستنقع الحسابات السياسية

عبد الغفور الرحالي 

يجب ان لا نخوض في أمور ليست لها أهمية في موضوع تدريس اللغات الأجنبية فاللغة العربية لغة لها اعتباراتها و مكانتها المصونة عند المسلمين و لغة أهل الجنة فلا تحتاج منا مدافع و الخوض بها في مستنقع آثم فهي محفوظة مع حفض الدكر الحكيم “القرآن” و بالتالي الإنفتاح على تعلم لغات اخرى هو بوابة للإنفتاح على المجتمعات الأخرى و الديانات الأخرى “وقل ربي زدني علما” و هنا يجب التصدي لكل المزايدات التي أضحت تمس قيمة اللغة العربية في خاندقتها كأنها مهددة و هدا الأمر غير طبيعي و له أهداف مبيته في زرع الفتنه لأن من يصدرون هدا الصراع يهدفون الى تغييب العقل و الإحتكام الى تجيش المشاعر و بالتالي سيتغير النقاش من ما هو علمي و البحثي الى ما هو طائفي قبلي اثني  .

على العدالة و التنمية إدراك ما فاتها من الوعي بطبيعة المجتمع المغربي في صراعها مع ذاتها ان المغاربة لهم تراكم مهم في التعامل مع السياسات العمومية و لهم من الذكاء الجماعي ما يقيهم شرور القرارات المبطنة بالدارجة ” تيفهموها و هي طايرة “

الإشكالية ليست وليدة ظرفية معينة بل هي وليدة الأمس البعيد و استمرار لصراع خفي بين تيارات ايديولوجية تطبعها حسابات سياسية بعيدة الأمد .

الْيَوْمَ الصراع على المباشر بين أطراف المشهد السياسي المغربي حول القانون الإطار “رؤيا استراتيجية 2015-2030 ” تحكمه تلكم النزعة التي تغدي الطائفية و العرقية و كل أوجه قدارة المستنقع علما ان قطاع التعليم بالمغرب لازال لم ينجح في الإستقرار على خطة و رؤيا واضحة المعالم كمشروع أمة .

الْيَوْمَ العدالة و التنمية و حزب الإستقلال أعادوا النقاش الى الصفر حين وقفوا سدا منيعا امام القانون الإطار في تعليم المواد العلمية باللغات الأجنبية دون إصدار اَي مبرر مقنع في الأمر و أكثر من دلك ان اعتراضهم هو مساس في قيم الدستور المبني على تكافؤ الفرص و العدالة اللغوية على اعتبار ان موضوع التعليم هو تاني موضوع بعد الوحدة الترابية .

السؤال الجوهري في الموضوع هو نفسه الجواب اَي رؤيا بديلة لمعارضة مشروع الإطار من البيجيدي و الإستقلال ؟

اَي عدالة لغوية في الأمر لتحقيق تكافؤ الفرص؟

أي تعددية لغوية في ضل سيادة لغوية محددة؟

اَي انفتاح و اَي تنافسية إنتاجية في ضل التعصب ؟

حين تجيب أفول المدافعين عن تعريب الكلي للمناهج العلمية عن الأسئلة السالفة الذكر ستقتنع لنفسها ان العلم أسمى من المزايدات و الحسابات

“أطلبوا العلم و لو كان في الصين “

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

السبت 1 فبراير 2025 - 21:36

الحاجة لأمل “متجول ” و ليس لعدمية “متجولة”

الأحد 27 فبراير 2022 - 10:28

الكساد الأعظم القادم في عشرينيات القرن الحادي والعشرين

الثلاثاء 25 يناير 2022 - 11:48

سلوكيات و ممارسات تعاد كل سنة لم تترك المجال للغة الأمازيغية ( رافد الاطلس ) الترقي في مجال الفنون و الصحافة

الجمعة 25 يونيو 2021 - 22:37

مقاربة النوع الإجتماعي في التشريعات الوطنية، والسياسات العمومية، وتمثلات المجتمع