جدلية اللغة في مستنقع الحسابات السياسية
عبد الغفور الرحالي
يجب ان لا نخوض في أمور ليست لها أهمية في موضوع تدريس اللغات الأجنبية فاللغة العربية لغة لها اعتباراتها و مكانتها المصونة عند المسلمين و لغة أهل الجنة فلا تحتاج منا مدافع و الخوض بها في مستنقع آثم فهي محفوظة مع حفض الدكر الحكيم “القرآن” و بالتالي الإنفتاح على تعلم لغات اخرى هو بوابة للإنفتاح على المجتمعات الأخرى و الديانات الأخرى “وقل ربي زدني علما” و هنا يجب التصدي لكل المزايدات التي أضحت تمس قيمة اللغة العربية في خاندقتها كأنها مهددة و هدا الأمر غير طبيعي و له أهداف مبيته في زرع الفتنه لأن من يصدرون هدا الصراع يهدفون الى تغييب العقل و الإحتكام الى تجيش المشاعر و بالتالي سيتغير النقاش من ما هو علمي و البحثي الى ما هو طائفي قبلي اثني .
على العدالة و التنمية إدراك ما فاتها من الوعي بطبيعة المجتمع المغربي في صراعها مع ذاتها ان المغاربة لهم تراكم مهم في التعامل مع السياسات العمومية و لهم من الذكاء الجماعي ما يقيهم شرور القرارات المبطنة بالدارجة ” تيفهموها و هي طايرة “
الإشكالية ليست وليدة ظرفية معينة بل هي وليدة الأمس البعيد و استمرار لصراع خفي بين تيارات ايديولوجية تطبعها حسابات سياسية بعيدة الأمد .
الْيَوْمَ الصراع على المباشر بين أطراف المشهد السياسي المغربي حول القانون الإطار “رؤيا استراتيجية 2015-2030 ” تحكمه تلكم النزعة التي تغدي الطائفية و العرقية و كل أوجه قدارة المستنقع علما ان قطاع التعليم بالمغرب لازال لم ينجح في الإستقرار على خطة و رؤيا واضحة المعالم كمشروع أمة .
الْيَوْمَ العدالة و التنمية و حزب الإستقلال أعادوا النقاش الى الصفر حين وقفوا سدا منيعا امام القانون الإطار في تعليم المواد العلمية باللغات الأجنبية دون إصدار اَي مبرر مقنع في الأمر و أكثر من دلك ان اعتراضهم هو مساس في قيم الدستور المبني على تكافؤ الفرص و العدالة اللغوية على اعتبار ان موضوع التعليم هو تاني موضوع بعد الوحدة الترابية .
السؤال الجوهري في الموضوع هو نفسه الجواب اَي رؤيا بديلة لمعارضة مشروع الإطار من البيجيدي و الإستقلال ؟
اَي عدالة لغوية في الأمر لتحقيق تكافؤ الفرص؟
أي تعددية لغوية في ضل سيادة لغوية محددة؟
اَي انفتاح و اَي تنافسية إنتاجية في ضل التعصب ؟
حين تجيب أفول المدافعين عن تعريب الكلي للمناهج العلمية عن الأسئلة السالفة الذكر ستقتنع لنفسها ان العلم أسمى من المزايدات و الحسابات
“أطلبوا العلم و لو كان في الصين “
مملكتنا.م.ش.س