جيل الطيبين
الرحالي عبد الغفور
من عمق المجتمع المغربي ننقل لكم صورة عن جيل الطيبين، و الدين لا تغريهم العوالم الإفتراضية و لا يستعملون الهواتف الذكية، جيل يعرف فقط أن الوطن هو رقعة ترابية محدودة الأفق في مسقط رأسه.
هؤلاء يعيشون بيننا غير آبهين لنا ولكم يعيشون اليوم بيومه و الغد عندهم من الغيب، قوتهم كسرة خبز و زيتون اسود و ما جاذت به الأرض من خضر و فواكه، اختاروا ان ينظموا أيامهم بمواقيت الصلاه، و كذلك مواعيدهم.
من عمق مداشر و قرى المغرب العريق هاؤلاء يعيشون في رخاء الطمأنينة النفسية و السلام مع ذواتهم و مع الطبيعة يحترمون فيها هيكلة مجتمعهم الصغير و يمازجون بين البساطة و الطيبة و الجود و الكرم، في عالم مليئ بالحقد و الضغينة و المكر و الخداع فلا يفتون في أمورهم الا بمن له علم، و لذلك فالمعلم و الأستاذ مرفوع و الإمام و الفقيه مقدس و المقدم و الشيخ مأمنهم و المنتخب خادمهم تقضى على أيديه حوائجهم.
ان بساطتهم فسيفساء علاقات إجتماعية و صورة أصل عن مغرب أحبيناه و خلدناه كأجمل بلد في مخيلتنا و نحن صغار فيه لاعبنا حبات المطر و ركضنا بين حقوله و أكلنا من توت أرضه و زينا رؤوسنا بأكاليل وروده، فبساطة العيش اليوم أصبحت حلم في ضل فتنة تجتاح المفاهيم و تتغير معها المعاني و تسقط معها القيم
ان آباء آبائنا حفروا في ذاكرتنا كرم و جود معاملتنا فهل سنحفضها ام … !
مملكتنا.م.ش.س