المدرسة المغربية و ثقافة المقاولة
ــ أنيس الفاسي فهري
بناء على الخطاب الملكي الذي أطلق فيه برنامج انطلاقة و توقف الوظيفة العمومية في مجموعة من القطاعات لمدة ثلاث سنوات ،فالدولة تقوم بإعداد جيل مقاول و ريادي جديد، وبالتالي فتغيير النظام التعليمي المغربي أصبح ضرورة ملحة تفرض إدراج ثقافة المقاولة و ريادة الأعمال في البرامج و الاستراتيجيات التعليمية بالمغرب.
رهان وقتنا الحالي هو التسلح بشباب قادر على التكيف مع وضعيات تتسم بعدم الاتزان ،شباب يعرف طرق قياس المخاطر و تجاوزها.
مؤخرا لاحظنا أن الطلبة في المغرب لجؤوا إلى تطوير مهاراتهم و العمل في القطاع غير المهيكل كالتسويق الرقمي ،المبيعات و المشتريات، التجارة الالكترونية … فهؤلاء الشباب عبارة عن كفاءات وجب مرافقتها و مساندتها ما سيكون له آثار إيجابية على النظام الاقتصادي ككل.
فقد نتمكن من الإستفادة من هذه الكفاءات إن قمنا بتدريبهم و تلقينهم في الثانويات و الكليات على مبادئ المقاولة من خلال مجموعة من التقنيات منها تزويد المعلمين بالأدوات التعليمية اللازمة للتصميم و النشر كجزء لا يتجزأ من المناهج التعليمية كما التداريب المهنية ، كذلك تعزيز الأدوات المساهمة في خلق وعي مقاولاتي ، بناء و توفير الوسائل التعليمية التي ستسمح للمعلمين بنقل قيم المقاولة و الريادة زد على ذلك إنشاء مكاتب مقاولاتية داخل الثانويات لمرافقة الطلبة حملة المشاريع ،كل هذا انطلاقا من تنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية بما فيها من شهادات مقاولين، زيارات للشركات ، تداريب ميدانية ،تنظيم مناقشات و مؤتمرات جهوية و وطنية …
فمن أجل تحقيق كل هذه الأنشطة و الاقتراحات التي تهدف إلى ضخ دماء جديدة في مسار المقاولة المغربية يتوجب على وزارة التربية الوطنية أن تأخد بعين الاعتبار و على محمل الجد إنشاءات جديدة للمدارس تلائم ممارسة كل ما يتعلق بالابتكار،التأمل ،الإبداع و المبادرة، كما هو الحال في رواندا التي اعتمدت في منهجها التعليمي على المهارات العملية لإعداد طلاب الثانويات لواقع عالم العمل و المقاولة و منحهم الأدوات اللازمة ليصبحوا منشئين للعمل لا باحثين عنه. فبدورنا نستطيع أن نوفر لطاقاتنا الشابة المعروفة بالكفاح و التطلع لما هو أفضل مجموعة من الآليات المساعدة و الأرضية الملائمة.
لاسيما أن المغرب يعمل جاهدا على تحفيز الشباب للمقاولة من خلال مجموعة من المشاريع التي تصب في هذا الموضوع كما سلفنا الذكر برنامج انطلاقة و كذلك اتفاقيات شراكة دولية و وطنية كاتفاقية شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي و جمعية إنجاز المغرب و التي تضع نفسها في خدمة المدرسة المغربية من تشجيع و تحفيز و مساندة ، كل هذا يساهم بشكل ملحوظ و يعزز الحس المقاولاتي الا ان هذا غير كاف. ويبقى السؤال المطروح ما هو مستقبل المقاولة بالمدرسة المغربية ؟!
ــ مدير مركز الفهري للتدريب الخصوصي
مملكتنا.م.ش.س