المدرسة المغربية و ثقافة المقاولة

الأربعاء 5 أغسطس 2020 - 21:32

المدرسة المغربية و ثقافة المقاولة

 ــ أنيس الفاسي فهري

بناء على الخطاب الملكي الذي أطلق فيه برنامج انطلاقة و توقف الوظيفة العمومية في مجموعة من القطاعات لمدة ثلاث سنوات ،فالدولة تقوم بإعداد جيل مقاول و ريادي جديد، وبالتالي فتغيير النظام التعليمي المغربي أصبح ضرورة ملحة تفرض إدراج ثقافة المقاولة و ريادة الأعمال في البرامج و الاستراتيجيات التعليمية بالمغرب.

رهان وقتنا الحالي هو التسلح بشباب قادر على التكيف مع وضعيات تتسم بعدم الاتزان ،شباب يعرف طرق قياس المخاطر و تجاوزها.

مؤخرا لاحظنا أن الطلبة في المغرب لجؤوا إلى تطوير مهاراتهم و العمل في القطاع غير المهيكل كالتسويق الرقمي ،المبيعات و المشتريات، التجارة الالكترونية … فهؤلاء الشباب عبارة عن كفاءات وجب مرافقتها و مساندتها ما سيكون له آثار إيجابية على النظام الاقتصادي ككل.

فقد نتمكن من الإستفادة من هذه الكفاءات إن قمنا بتدريبهم و تلقينهم في الثانويات و الكليات على مبادئ المقاولة من خلال مجموعة من التقنيات منها تزويد المعلمين بالأدوات التعليمية اللازمة للتصميم و النشر كجزء لا يتجزأ من المناهج التعليمية كما التداريب المهنية ، كذلك تعزيز الأدوات المساهمة في خلق وعي مقاولاتي ، بناء و توفير الوسائل التعليمية التي ستسمح للمعلمين بنقل قيم المقاولة و الريادة زد على ذلك إنشاء مكاتب مقاولاتية داخل الثانويات لمرافقة الطلبة حملة المشاريع ،كل هذا انطلاقا من تنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية بما فيها من شهادات مقاولين، زيارات للشركات ، تداريب ميدانية ،تنظيم مناقشات و مؤتمرات جهوية و وطنية …

فمن أجل تحقيق كل هذه الأنشطة و الاقتراحات التي تهدف إلى ضخ دماء جديدة في مسار المقاولة المغربية يتوجب على وزارة التربية الوطنية أن تأخد بعين الاعتبار و على محمل الجد إنشاءات جديدة للمدارس تلائم ممارسة كل ما يتعلق بالابتكار،التأمل ،الإبداع و المبادرة، كما هو الحال في رواندا التي اعتمدت في منهجها التعليمي على المهارات العملية لإعداد طلاب الثانويات لواقع عالم العمل و المقاولة و منحهم الأدوات اللازمة ليصبحوا منشئين للعمل لا باحثين عنه. فبدورنا نستطيع أن نوفر لطاقاتنا الشابة المعروفة بالكفاح و التطلع لما هو أفضل مجموعة من الآليات المساعدة و الأرضية الملائمة.

لاسيما أن المغرب يعمل جاهدا على تحفيز الشباب للمقاولة من خلال مجموعة من المشاريع التي تصب في هذا الموضوع كما سلفنا الذكر برنامج انطلاقة و كذلك اتفاقيات شراكة دولية و وطنية كاتفاقية شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي و جمعية إنجاز المغرب و التي تضع نفسها في خدمة المدرسة المغربية من تشجيع و تحفيز و مساندة ، كل هذا يساهم بشكل ملحوظ و يعزز الحس المقاولاتي الا ان هذا غير كاف. ويبقى السؤال المطروح ما هو مستقبل المقاولة بالمدرسة المغربية ؟!

 ــ مدير مركز الفهري للتدريب الخصوصي

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 27 فبراير 2022 - 10:28

الكساد الأعظم القادم في عشرينيات القرن الحادي والعشرين

الثلاثاء 25 يناير 2022 - 11:48

سلوكيات و ممارسات تعاد كل سنة لم تترك المجال للغة الأمازيغية ( رافد الاطلس ) الترقي في مجال الفنون و الصحافة

الجمعة 25 يونيو 2021 - 22:37

مقاربة النوع الإجتماعي في التشريعات الوطنية، والسياسات العمومية، وتمثلات المجتمع

الجمعة 17 يوليو 2020 - 18:42

أحيانا لابد أن نستحضر الأحزاب وما يحدث لها وفيها