العاهــــل المغربـــــي في روسيا … حليف آخر للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكـــــة
مسعى مغربي لدور روسي يلزم بان كي مون بالحياد في قضية الصحراء، وابرام اتفاقية زراعية ردا على قرار المحكمة الأوروبية.
جاءت زيارة العاهل المغربي إلى موسكو ولقاؤه الرئيس الروسي الثلاثاء في سياق خيار سبق أن دعا إليه الملك محمد السادس ويقوم على توسيع دائرة التحرك الدبلوماسي المغربي للتعريف بمقاربة المملكة لحل قضية الصحراء وفق آلية الحكم الذاتي الموسع، والبحث عن داعمين لها في مختلف دول العالم.
وتزامنت هذه الزيارة مع ردود فعل قوية في المغرب على تصريحات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ أيام، واعتبرها المغاربة غير محايدة، ومنحازة لجبهة البوليساريو، وذلك في أعقاب زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف بالجزائر، حيث قال إنه يتفهم “غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه”.
وكان مئات الآلاف من الأشخاص نزلوا الأحد إلى شوارع الرباط رافعين لافتات منددة “بغياب حياد” الأمين العام في ملف الصحراء الغربية.
ويقول مراقبون في الرباط إن العاهل المغربي سيحث نظيره الروسي فلاديمير بوتين على أن تساعد بلاده، كقوة دولية صاحبة وزن في مجلس الأمن، في إلزام المسؤولين الدوليين بالحياد في القضايا ذات الحساسية البالغة، وبينها قضية الصحراء.
ويعيب المغاربة على الأمين العام للأمم المتحدة بأنه أعطى رأيا شخصيا متناقضا مع قرارات سابقة لمجلس الأمن بخصوص الصحراء، وفيها دعم وإشادة بالمقاربة المغربية.
وأعرب بان كي مون الاثنين عن “خيبته البالغة وغضبه” إزاء تلك “المسيرات التي نظمت الأحد، واستهدفته شخصيا”، وذلك خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في نيويورك.
وحملت الحكومة المغربية في بيان الأسبوع الماضي بشدة على زيارة بان كي مون واتهمته بـ”التخلي عن حياده وموضوعيته” وبالوقوع في “زلات كلامية”، مؤكدة أن “هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن”.
وتأتي زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو وسط أزمة مع أوروبا ترتبط في الظاهر بالواردات الزراعية، لكنها في العمق ترتبط بقضية الصحراء، حيث رفضت محكمة أوروبية قبول المنتجات الزراعية المغربية القادمة من الأقاليم الجنوبية، وهو موقف يعكس تردد الاتحاد الأوروبي في حسم موقفه من قضية الصحراء.
وقال مراقبون إن المغرب يمكن أن يستعيض في صادراته الزراعية عن دول الاتحاد الأوروبي، وأن يوجهها إلى روسيا خاصة بعد العقوبات الاقتصادية الواسعة التي سلطها الروس على تركيا بسبب حادثة إسقاط مقاتلة روسية في 24 نوفمبر الماضي.
والمنتجات الزراعية هي من بين المواد التركية المشمولة بالعقوبات الاقتصادية التي تفرضها روسيا على تركيا، ويمكن أن تعوضها المواد الزراعية المغربية المعروفة بالإتقان والجودة، وهي إحدى النتائج المنتظر تحقيقها في ختام زيارة ملك المغرب إلى موسكو، فضلا عن فتح الباب أمام تدفق السياح الروس، الذين غادروا مصر بعد سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء، وعزفوا عن الذهاب إلى تركيا بتوصية من موسكو، وينتظر توافدهم على المدن المغربية المختلفة.
وأعرب بوتين خلال لقاء جمعه بالملك محمد السادس الثلاثاء عن أمله في أن تشكل زيارة الملك إلى روسيا دفعة قوية للعلاقات الثنائية.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن زيارة العاهل المغربي إلى موسكو تأتي في الذكرى الـ40 لأول زيارة قام بها والده الملك الحسن الثاني إلى الاتحاد السوفيتي، إذ تم خلال تلك الزيارة وضع قاعدة للعلاقات الروسية المغربية.
ووصل العاهل المغربي إلى موسكو برفقة وفد يضم عددا من الوزراء والمستشارين بينهم من يمسك بملف الصحراء مثل الطيب الفاسي الفهري، وفؤاد عالي الهمة، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات.
وبغض النظر عن الظروف التي تحيط بها، فإن زيارة العاهل المغربي إلى موسكو تكشف أن المغرب بدأ في السنوات الأخيرة بسياسة تنويع الشركاء، والبحث عن حلفاء جدد في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي.
مملكتنا.م.ش.س/عرب