“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”

السبت 4 يناير 2025 - 16:31

محمد الدرغالي

بينما يمضي العالم نحو شراكات استراتيجية تُحقق التنمية والازدهار، تبدو الجزائر كمن يُصر على الوقوف في وجه الريح، مدفوعة بهواجس الماضي وعُقدة المغرب، الذي يعمل في صمت ويُحقق التقدم بخطى ثابتة. في الوقت الذي تُشكل فيه دول غرب إفريقيا وأوروبا والإمارات تحالفات اقتصادية قوية تُركز على الغاز والطاقة، تجد الجزائر نفسها عالقة في لعبة المكايدة التي لا تُثمر سوى عن الخسائر.

لنأخذ مثالًا على ذلك ملف الغاز الطبيعي. بينما يضع المغرب أسس مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري-المغربي، الذي يُعتبر مشروعًا استراتيجيًا لربط إفريقيا بأوروبا وتلبية احتياجات الطاقة في المستقبل، تُحاول الجزائر بكل الطرق عرقلة المشروع. لكنها بدلًا من تقديم بدائل أو تطوير مشاريعها الخاصة، تكتفي بإطلاق تصريحات دعائية ومحاولات فاشلة للتأثير على الشركاء الأفارقة والدوليين.

في المقابل، المغرب يعمل بصمت واحترافية. وبدلًا من الانجرار إلى المعارك الإعلامية والدبلوماسية التي تُثيرها الجزائر، يُركز جهوده على تقوية علاقاته مع دول الجوار والشركاء الدوليين. وقد أثمرت هذه الاستراتيجية عن تأمين دعم دولي واسع لمشروع خط أنابيب الغاز النيجيري، بالإضافة إلى شراكات متينة مع قوى اقتصادية كبرى مثل الإمارات التي دخلت على خط استغلال حقول الغاز المشتركة بين السنغال وموريتانيا.

ما يزيد من عمق المفارقة هو التحالف بين السنغال وموريتانيا في استغلال حقل الغاز المشترك بينهما، بدعم دولي هادئ ومنظم، دون صراعات أو محاولات لتهميش أحد. بينما الجزائر، التي تُعتبر واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم، تُهدر وقتها في السعي لتقويض مشاريع الآخرين بدلًا من الاستثمار في تحسين بنيتها التحتية أو تعزيز مكانتها في السوق العالمية.

لكن ما الذي يدفع الجزائر إلى هذا السلوك؟ الجواب بسيط: عقدة المغرب. بدلًا من أن تُركز على تطوير اقتصادها وتحقيق تطلعات شعبها، تضع الجزائر كل طاقاتها في محاولة “عزل” المغرب أو تعطيل مشاريعه، دون أن تدرك أن العالم يُفضل التعاون مع من يعمل بجد وصمت، لا مع من يُثير الضجيج دون نتائج تُذكر.

إن دخول دول مثل الإمارات في مشاريع الغاز الأفريقية يُرسل رسالة واضحة: العالم يتحرك نحو الشراكات الحقيقية التي تُبنى على الثقة والرؤية. بينما الجزائر، التي تمتلك موارد هائلة، تُفوت الفرص الواحدة تلو الأخرى بسبب سياساتها قصيرة النظر.

في النهاية، يواصل المغرب السير بثبات نحو المستقبل، متحصنًا برؤية استراتيجية وتخطيط طويل الأمد، بينما تظل الجزائر عالقة في مكانها، تُطارد سرابًا صنعته بنفسها. فالعالم اليوم لا ينتظر من يتخبط في حروبه الصغيرة، بل يُفسح الطريق لمن يعمل ويبني. والمغرب هو المثال الحي لذلك.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 13 يناير 2025 - 10:23

النجم السياسي !!

السبت 4 يناير 2025 - 16:35

“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”

الخميس 2 يناير 2025 - 11:57

سنة 2024 .. عام العودة من العدم إلى المجد

الإثنين 30 ديسمبر 2024 - 22:34

الجزائر .. بين دعم الانفصال وتصاعد الاحتجاجات الشعبية