عز الدين إزيان
في بلد يزخر بفرص متعددة، وبرامج إصلاحية تسعى إلى تحقيق التنمية، يخرج شاب مغربي ليصنع الفرق، بعيدا عن الحلول التقليدية والانتظار. “مول الحوت” ليس مجرد بائع سمك، بل هو نموذج لقدرة الشباب المغربي على التغيير من قلب الميدان، متحديا الجغرافيا والعوائق الاقتصادية.
في مراكش، المدينة العريقة التي تغفو تحت شمس الجنوب، وسط أزقتها الحمراء ودروبها المتشابكة، حيث لا بحر ولا أمواج، برز اسم “مول الحوت” كمحطة بحرية بديلة، يجلب خيرات البحر إلى قلب المدينة، ويصنع جسور التواصل بين المراكشيين والبحار البعيدة. بأسلوب فكاهي بسيط لكنه متميز، استطاع أن يحدث فرقا في حياة الكثيرين، من خلال توفير سمك طازج وبأسعار معقولة (خمس دراهم معدودة)، ما جعل تناول الأسماك متاحا لعدد أكبر من المواطنين.
فيما تتحدث التقارير عن استراتيجيات لدعم الشباب والتشغيل، يظل الواقع بحاجة إلى المزيد من المبادرات، حيث تتطلب ريادة الأعمال عزيمة وإصرارا لمواجهة التحديات المختلفة. لكن “مول الحوت” لم ينتظر الفرص، بل شق طريقه بنفسه، وخلق نموذجا اقتصاديا ناجحا، يعتمد على الابتكار والعمل الجاد.
إن نجاح “مول الحوت” لا يكمن فقط في بيع السمك، بل في إعادة تعريف مفهوم المبادرة الحرة، وفي استعادة الثقة بقدرة الشباب على إيجاد حلول عملية تحقق لهم وللمجتمع فائدة حقيقية. فهو ليس مجرد قصة نجاح فردية، بل نموذج ملهم لكل من يسعى لتحقيق أهدافه بإرادة قوية.
في النهاية، يبقى السؤال معلقا: كيف يمكن تعزيز مثل هذه المبادرات وتوفير بيئة تشجع الشباب على الإبداع والعمل المنتج ؟
مملكتنا.م.ش.س