الرباط – في هذا الحوار مع جريدة مملكتنا ، يجيب السيد محمد الدرغالي متخصص في الدبلوماسية العمومية والتواصل الإستراتيجي على أسئلة تهم مسيرة الرباط التي تزعمتهم قيادات يسارية وإسلامية، واصفين الجامعة العربية بأوصاف “العجز وعدم القدرة على التدخل أمام ما يحدث بالأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023″، و مطالبين في السياق نفسه السلطات المغربية بـ”إنهاء التعامل السياسي (التطبيع) مع الجانب الإسرائيلي وإغلاق مكتب الاتصال الواقع بالرباط”.
سؤال : كيف تردون على المسيرة التي عرفتها الرباط اليوم، والتي رفعت شعارات ضد التطبيع وطالبت الدولة بقطعه مع إسرائيل؟
محمد الدرغالي: أولًا، لا أحد يعارض حرية التعبير، ولكن ما نراه اليوم لم يكن تعبيرًا بريئًا، بل استغلال مفضوح لقضية فلسطين من أجل استهداف مؤسسات الدولة والتشكيك في اختياراتها السيادية. المغرب ليس دولة تابعة، والتطبيع مع دولة إسرائيل لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل قرار سيادي نابع من مصلحة وطنية عليا. نحن لا نشتغل بالعاطفة، بل بالعقل والحكمة، وبتوجيهات ملكية سامية تهدف إلى حماية وحدتنا الترابية وتعزيز موقعنا الدولي.
سؤال : وماذا عن من يقول إن المغرب يجب أن يقطع علاقاته مع إسرائيل بسبب ما يحدث في غزة؟
محمد الدرغالي: نحن نأسف للوضع الإنساني في غزة، ونُؤمن بحق الجميع في الحياة والكرامة. لكننا في الوقت نفسه نرفض التوظيف السياسوي لهذا الوضع من أجل الإساءة للمغرب أو تحريف بوصلة مصالحه. علاقاتنا مع دولة إسرائيل ليست موجهة ضد أحد، بل هي في خدمة قضايانا، وعلى رأسها الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، والانفتاح على شركاء جدد في مجالات حيوية كالتكنولوجيا، الأمن، الاقتصاد والتعليم. التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يُلغي حق المغرب في الدفاع عن مصالحه، ولا يُبرر ضرب استقراره.
سؤال : رفع المتظاهرون شعارات مسيئة لمستشار جلالة الملك أندري أزولاي. ما تعليقكم؟
محمد الدرغالي: ما حصل غير مقبول إطلاقًا. أندري أزولاي ليس فقط مستشار جلالة الملك، بل هو أحد رموز التعدد والتعايش في المغرب. استهدافه بتلك الطريقة هو استهداف مباشر للمؤسسة الملكية ولمقومات العيش المشترك التي يعتز بها المغاربة. المغرب بلد التنوع والاحترام، ولن نقبل بأي دعوات للكراهية أو الإقصاء مهما كانت المبررات.
سؤال : إذن أنتم مع التطبيع بشكل مطلق؟
محمد الدرغالي: نحن مع كل ما يخدم مصلحة وطننا. التطبيع ليس موقفًا عاطفيًا أو انحيازًا، بل هو ورقة سياسية واستراتيجية نُوظفها بحكمة. علاقتنا مع إسرائيل لم تأت على حساب أحد، بل جاءت ضمن رؤية سيادية يقودها جلالة الملك حفظه الله. من واجبنا أن نحمي مصالح وطننا وأن نتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة العليا، لا وفق ما يُملى علينا من شعارات شعبوية أو خطابات مؤدلجة.
سؤال : ما هي رسالتكم لمن خرجوا في المسيرة اليوم؟
محمد الدرغالي: رسالتي لهم أن يعيدوا النظر في نواياهم. هل هم مع فلسطين فعلًا؟ أم ضد اختيارات الدولة؟ التضامن مع قضية فلسطين لا يعني خيانة الوطن. ومن أراد الدفاع عن فلسطين، فليبدأ بالدفاع عن بلده أولًا،
واحترام رموزه وقراراته
سؤال : كلمتكم الأخيرة؟
محمد الدرغالي: رسالتي واضحة:
رضى الله، ثم رضى الوالدين، ثم رضى جلالة الملك.
قضايا وطني أولًا وكفى. المغرب لا يُزايد على أحد، لكننا أيضًا لا نقبل أن يُزايد أحد على اختيارات دولتنا.
المغرب أولًا وأخيرًا.
مملكتنا.م.ش.س