إحياء ذكـــرى المولـــد النبــــوي الشريف يتم بمكناس وسط أجواء إحتفالية خاصة

الأربعاء 23 ديسمبر 2015 - 11:49

إحياء ذكـــرى المولـــد النبــــوي الشريف يتم بمكناس وسط أجواء إحتفالية خاصة

دخلت العاصمة الإسماعيلية منذ الأسبوع الماضي في أجواء احتفالية، والمناسبة إحياء عيد المولد النبوي الشريف الذي سيحل اليوم (الأربعاء) ، وهو احتفال اقترن بدفينها محمد بنعيسى الملقب بالشيخ الكامل، إذ يفد على ضريحه عدد كبير من الزوار ومريدو الطريقة العيساوية من مختلف أقاليم المملكة وموازاة مع الأجواء الاحتفالية، اتخذت السلطات المحلية وولاية الأمن الاحتياطات اللازمة حتى تمر أيام العيد في ظروف حسنة. 

ونالت مدينة مكناس شهرة من حيث طقوس الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي الشريف. ويطبع هذه المناسبة الدينية التي لها جذور تاريخية جو احتفالي مرتبط بالطقوس والشعائر الدينية، وهي عادة ظلت راسخة في ذاكرة أهل مكناس وزوارها منذ قرون خلت، توارثتها أجيال من خلال الطريقة العيساوية التي وضع أسسها الشيخ الكامل، وسار على نهجها أتباعه ومريدوه.
وكان هذا الولي الصالح الوافد من منطقة سوس الذي سبق لوالده أن أرسله إلى فاس قصد الدراسة بجامع القرويين حتى يتشبع بأصول الدين وعلومه، أهلا للعلم والموعظة الحسنة، كرس حياته لنبذ كل البدع المنتشرة آنذاك تحت شعار “السنة تجمعنا والبدعة تفرقنا”.

وحسب المصادر التاريخية، فإن زاويته الواقعة خلف أسوار المدينة العتيقة بضواحي باب الجديد، كانت ومازالت قبلة لكل الزوار خلال عيد المولد النبوي الشريف من أجل النيل من بركته.
يقضون ليالي فترة العيد أجمعها في الذكر وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة حزب سبحان الدايم مع إطعام الفقراء والمحتاجين في جو من الخشوع. وتقوم ليلة عيساوة التي تعد مجالا للذكر والحضرة على طقوس من خلال تحلق المريدين وهم يرتدون ثيابا صوفية تدعى “الحنديرة”، وتنبعث البخور من مبخرة نحاسية كبيرة الحجم يحملها عيساوي على رأسه راقصا.

وظلت هذه الطقوس المتوارثة عبر الأجيال راسخة في الذاكرة الشعبية يتوارثها جيل بعد جيل. وحسب المقربين من الضريح أن الهادي بنعيسى لم يقم له موسما، وإنما كان يحتفل بعيد المولد النبوي الشريف وفق شعائر دينية بعيدا عن كل بدع، وذلك بتلاوة القرآن الكريم والأذكار وقراءة حزب الدايم التي يعرفها كل عيساوي.
كما أن هذه المناسبة ظلت لصيقة بدفين مكناس منذ حوالي ستة قرون، دون أن تتغير، إذ أصبح ضريحه منذ بداية شهر ربيع الأول من كل سنة قبلة للزوار والمريدين، منهم من يقيم به ليلة أو ليلتين قبل مغادرتهم المدينة.

وانطلقت منذ بداية شهر ربيع الأول أجواء الاحتفالات الدينية بعدد من الزوايا الواقعة وسط المدينة العتيقة، وهي عادة قديمة لدى مريديها ومقدميها، إذ مع اقتراب عيد المولد النبوي تعرف مدينة مكناس عدة أنشطة دينية لا تعرفها مدن أخرى، نظرا لكونها تضم عدة زوايا، خاصة وسط المدينة العتيقة، من بينها زاوية عبد القادر العلمي، حيث يقام حفل ديني بين صلاتي المغرب والعشاء، ويقرأ القرآن الكريم والأمداح النبوية والأذكار بحضور أعيان المدينة وفقراء الزاوية ومقدميها كما تحتفل الزاوية التيجانية بدورها بذكرى مولد الرسول وكذا في اليوم السابع منه، وهو ما يسمى ب”سبوع العيد”.
وفي اليوم السابع بعد العيد أو ما يطلق عليه ب “صبوحي العيد” بالجامع الكبير بعد صلاة الفجر مباشرة، يقرأ القرآن الكريم والأمداح النبوية، ويكون الإفطار داخل المسجد الأعظم بالكسكس، وهي عادة ظلت تمارس منذ أمد طويل.
وبخصوص الزاوية العيساوية ذكر مصدر تاريخي أنها تمثل قبلة ووجهة لمريديها وأتباعها من كل المناطق المغربية، وتأتيها القبائل الأمازيغية، وعلى وجه الخصوص أولاد سحيم ومختار، وهي قبائل ناصرت الولي الصالح الشيخ الكامل في نشر الطريقة العيساوية، ولقي ترحابا كبيرا من لدنها، إضافة إلى القبائل المغربية الأخرى سواء بالأطلس المتوسط أو منطقة الغرب، إذ ما زالت مستمرة في التوافد على ضريح شيخ الطريقة العيساوية محمد بنعيسى ، ففي كل منطقة تجد مقدم الطريقة له ارتباط وثيق بالزاوية الأم الموجودة بمكناس.

وتبدأ الاحتفالات الدينية فجر يوم العيد بدخول أفراد طوائف القبائل، وهم حفاة يدقون الطبول والمزامير انطلاقا من باب ثلث لفحول المجاور لمقبرة الشهداء حتى يصلوا إلى ضريح الشيخ الكامل، وكل طائفة تحمل معها الهدايا المادية أو ما يسمى “ذبيحة الشيخ الكامل” وخلال هذه المناسبة الدينية التي تعيش فيها مدينة مكناس أياما خاصة قلما تجدها في مدن أخرى، يتحول ضريح الشيخ الكامل إلى مزار ضخم يفد عليه كل الزوار تحدوهم الرغبة في التبرك به.
ومن خصوصيات عيد المولد النبوي أن المريدين وأتباع الطريقة العيساوية من قبائل الغرب ينصبون خيامهم بمحيط ضريح الشيخ الكامل استعدادا لاستقبال يوم العيد، إذ ينطلق الرجال والنساء في اتجاه الضريح، كما تمر الطوائف من تلك القبائل في جو الجذبة والحضرة والذكر والمشاركون فيها حفاة، بمن فيهم المسنون الذين تحملوا عناء السفر من مناطقهم ينتظرون حلول العيد من أجل التبرك.
وأهم ما يلفت الانتباه خلال هذه المناسبة الدينية أن بعض المرضى ينبطحون على بطونهم أمام بوابة الضريح، حتى يتخاطهم العيساويون أملا في الشفاء.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 19:55

الاقتصاد الدائري .. المغاربة يدعمون مكافحة النفايات البلاستيكية (استطلاع للرأي)

الأحد 10 نوفمبر 2024 - 17:35

السيد الكثيري .. ملحمة المسيرة الخضراء حدث نوعي بصم تاريخ المغرب الحديث بروح السلم والسلام

الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 - 23:02

استطلاع .. 84 في المائة من المغاربة يرفضون وجود المثليين في المجتمع

السبت 14 سبتمبر 2024 - 20:49

أكادير .. عملية البسمة المغرب تطلق حملة طبية إنسانية لفائدة أزيد من 100 شخص