حان الوقت لاعادة النظر في مجموعة من الشوائب التي لازالت عالقة ومتربصة بالسلوك المغربي، وراسخة في المخيلة الشعبية للمغاربة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمرأة ، كما ينبغي وضع قطيعة استعجالية مع التفكير المركب الذكوري عند مناقشة قضايا النساء، والعمل على مقاربة الموضوع بنظارات كونية ، حقوقية ، موضوعية ،منظمة بالمواثيق الدولية لحقوق الانسان مع المحافظة على الخصوصية الثقافية للبلد إن كانت لا تتنافى مع الاولى.
والمناسبة شرط للتذكير بأن المرأة منذ الأزل شكلت موضوعا مثيرا للجدل بحيث تحدتث عنها أعرق الحضارات حيث اعتبرتها الحضارة الاغريقية الطبيعة الأم إمرأة وأعطوها لقب غايا ، كما تحدث التاريخ عن بطولاتها ودورها في بناء الدول، دون أن نغفل مشاركتهن في أخد زمام الأمور في بعض الأحيان بجدية أكثر من الرجال.
ولنا في المغرب نصيب كبير مثل السيدة الحرة التي حكمت تطوان، وفاطمة الفهرية التي كان لها الفضل في بناء جامعة القرويين ، وفاطنة المدرسي التي تبرعت بمالها الخاص سنة 2003 من أجل بناء المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ولائحة الأسماء طويلة جدا.
وبالتالي لا يمكن وضع حدود استعمارية إن صح القول لحقوقها وحريتها والاكتفاء بالنظر اليها نظرة شعر الجاهلية، فالمرأة عبرت رغم كل ما تعرضت اليه في سياقات ومجلات ترابية مختلفة عن صمودها وذكائها وطموحها في المساهمة بكل جدية للنهوض بالمسار التنموي للمجتمعات والتعبير على قدرتها في التغيير.
لدى لا ينبغي كبح حقوقها خصوصا عندما يتعلق الأمر في مناقشة قضاياها الخاصة قضايا نسائية مئة بالمئة، والعمل على إصدار فتاوى ذكورية بدعوى الدين والثقافة ، فلا يمكن تفسير شؤون المرأة إلا المرأة، وبالتالي يجب تغيير خطاب “شورها ولا تدير بريها ” بالشوار شوارها فبرا وقاع دارها.
يتبع…